الطفل الإماراتي ومسيرة الاستدامة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

تهتم كل الحضارات والمجتمعات والدول بالطفولة انطلاقاً من المبدأ الذي يؤكد أن أطفال اليوم هم عماد المستقبل، ويؤكد الكثير من الفلاسفة والعلماء في شتى التخصصات، أن الاستثمار في الطفولة هو من أهم الاستثمارات لمن أراد بناء مستقبل مضمون، وآمن.
 وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً خاصاً بالطفولة في الدولة، وقد خصص يوم 15 مارس/ آذار من كل سنة يوم الطفل الاماراتي، وحدد شعار لهذه السنة 2023م تمثل في«حق الطفل في بيئة آمنة ومستدامة»، فالدولة حين أطلقت هذا الشعار لم يكن شعاراً مكتوباً، أو مرفوعاً للاحتفال بيوم واحد فقط في السنة، بل لقد خصصت الدولة جل اهتمامها من أجل تحويل هذا الشعار إلى واقع فعلي وعملي في الدولة.
 وانطلاقاً من الاستدامة للجميع جاء في تقرير مئوية الإمارات «رؤية الإمارات 2071: إنها تهدف إلى إعداد جيل يحمل راية المستقبل، ويتمتع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية والقيم الأخلاقية والإيجابية، لضمان الاستمرارية وتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم، وستعيش أجيال المستقبل في أسعد مجتمع في العالم، قوامه الهوية الوطنية الراسخة، والأسر المتماسكة والواعية المنفتحة على المستقبل، والمجتمع المترابط والمتسامح، وسيكونون سفراء عالميين للقيم الإماراتية، ويتمتعون بحياة آمنة وصحية.
وقد انطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة من استراتيجية واضحة ومحددة في مجال الاهتمام بالطفولة لاعتبارات كثيرة، من بينها أن على الدولة الاستثمار في الطفولة من أجل بناء مستقبل المجتمع والدولة الإماراتية، كما أن بناء الإنسان الاماراتي يتطلب بالأساس توفير بيئة آمنة ومستدامة للطفل الاماراتي، فالبيئة الآمنة هي المطلب الأساس من أجل بناء طفولة آمنة، ومستقبل آمن، فضلاً عن أن البيئة الآمنة ينبغي أن تكون مستدامة، وليست وقتية، أو مرحلية، بمعنى أن الدولة اهتمت بتوفير بيئة آمنة ومستدامة من أجل ضمان المستقبل، وهذا يعني بالضرورة توفير كل مستلزمات البيئة الآمنة والمستدامة.
 وركز الكثير من علماء النفس والاجتماع على أن البيئة التي يولد وينشأ فيها الطفل وتتمثل في الأسرة والبيئة التي يتعلم فيها الطفل وتتمثل في المدرسة، إنما تكون مسؤولة بشكل كبير جداً عن النمو البيولوجي والنفسي والاجتماعي للطفل.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يبدأ الأمر من الأساس الذي يتمثل في الاهتمام بالأسرة الإماراتية، فهي البيئة الأولى التي يولد فيها الطفل، وينشأ ويترعرع في كنفها، وبالتالي فهي المسؤولة الأولى عن النمو البيولوجي والنفسي والاجتماعي لأبنائها، وبحكم المؤكد، فإن توفير الأجواء الأسرية الملائمة سينعكس على النمو الإيجابي لأبنائها، لذلك نجد أن الدولة اهتمت بشكل كبير بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأسرة الإماراتية، وبالشكل الذي يسهم في تأديتها وظائفها تجاه الأطفال بأكمل وجه.
 ويمكن القول إن شعار دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه السنة 2023 حول الطفولة «حق الطفل في بيئة آمنة ومستدامة» يعد واقعياً لما بذلته الدولة من جهود جبارة في هذا المجال.
قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yzb3b66f

عن الكاتب

أستاذ مساعد - جامعة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"