عادي

أول نادٍ للكوميديا في الأردن لمواجهة ضغوط الحياة

13:40 مساء
قراءة 3 دقائق
يزن أبوالروس (أ.ف.ب)
الكوميدي عبد الله صبيح (أ.ف.ب)

في مواجهة ضغوط الحياة وصعوباتها، أسّس أردنيان في العاصمة الأردنية، عمّان، أول ناد للكوميديا لتعليم الضحك كأسلوب لتهدئة الأعصاب، ولأن «أفضل طريقة للتنفيس عن الهموم هي من خلال الضحك».

ويقوم نادي عمّان للكوميديا الذي تأسّس عام 2019، بتدريب رجال ونساء موهوبين على فنون ال«ستاند أب كوميدي» والكوميديا الارتجالية والكتابة الساخرة على أمل أن يصبحوا نجوماً موعودين في هذه المجالات.

ودرّب النادي حتى الآن وبمساعدة استمرت نحو عامين من النادي الكوميدي الأمريكي الرائد «ذا سكند سيتي»، ومن مؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية والسفارة الأمريكية في عمّان، أكثر من 140 شخصاً تراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً بينهم طلاب وموظفون وأطباء ومهندسون ومحامون وحلاقون، وغيرها من المهن.

ويقول أحد مؤسسَي النادي يزن أبو الروس الذي يحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال: «نواجه في حياتنا اليومية الكثير من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وأفضل طريقة للتنفيس عن هذه الهموم هي من خلال الضحك».

وبحسب أبو الروس، فإن الضحك «مفيد للأشخاص الذي يعانون الكآبة، وهو رياضة مفيدة تحرّك عضلات الجسم وشديدة الفاعلية في إلهاء العقل عمّا يشغله من مشاكل».

وتابع: «نحتاج إلى الكوميديا ليس فقط من أجل الإضحاك؛ بل أيضاً من أجل النقد الذي تحتاج إليه المجتمعات كي تنمو وتتمكن من إصلاح عيوبها وتقويم مشاكلها؛ لذلك، فإن الكوميديا مهمة في نقد المشاكل التي يعانيها المجتمع»، في إشارة إلى عنصر أساسي في فن «ستاند أب كوميدي».

وأصبح بعض من تخرّجوا في النادي من الكوميديين المعروفين ولهم مئات آلاف المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ويقدّمون عروضاً أسبوعية على مسارح عمّان.

ويقول الكوميدي عبد الله صبيح (25 عاماً)، أحد خريجي النادي والذي يتابعه أكثر من 340 ألف شخص على «إنستغرام»: إن النادي علمّه «كيفية اختيار المواضيع التي تؤثّر في حياة الناس، وكيفية بناء قصة».

ويأمل خريج إدارة الأعمال أن تجلب مسيرته المهنية البسمة على وجوه مواطنيه «وأن تجعلهم ينسون مخاوفهم»، مضيفاً «نعلم أن الناس يعانون مشاكل وضغوطاً، نحاول التخفيف عنهم».

في مسرح الشمس الذي يتسع ل350 شخصاً في وسط عمّان، يقدم أربعة من خريجي النادي عروضاً مستقلة من ال«ستاند أب كوميدي» أمام جمهور أغلبه من الشبان والشابات.

خلال عرضه، يقول الكوميدي يوسف البطاينة وسط ضحك وصيحات من الجمهور، «نحن البلد الوحيد في العالم عندما تقوم بالبحث عنه في محرك البحث جوجل (بالإنجليزية)، يظهر أمامك اسم (لاعب السلة الأمريكي) مايكل جوردان!».

ويقدّم أعضاء النادي عروضاً في المحافظات، ودورات دعم نفسي للأطفال في مناطق تجمعات اللاجئين السوريين، ويدربّون طلاب بعض المدارس الخاصة على الكوميديا الارتجالية.

ويقول أحمد، وهو طالب جامعي، بعد انتهاء العرض: «في ظل الحياة اليومية المتسارعة، يفقد الناس بالفعل قيمة الضحك وأهميته، ما يقوم به هؤلاء يمنح الناس طاقة إيجابية هم بأمسّ الحاجة إليها».

ويؤكد معين مسعود، وهو شريك مؤسس في النادي وكوميدي ساخر ومقدّم برامج محلية كان يتابع العرض: «الكوميديا رسالة، ورسالتنا إضحاك الناس، إذا حضرتَ إلى هذا المكان وقضيت ساعتين من الضحك ونسيت مشاكلك وهمومك، أكون قد أديتُ رسالتي».

ويضيف: «الكوميديا لم تأخذ حقها في الأردن، لعدم وجود اهتمام بها، ولأن سمعة الكوميديا في الدول حولنا أكبر وهي أقدم منا في هذا المجال».

ويشير إلى أن «طموحنا كبير ويتعدّى الأردن. نطمح إلى القيام بجولة في الوطن العربي والعالم للكوميديين الأردنيين، ونطمح بتدريب الكثير من الناس حول العالم».

ويقول أبو الروس إنه وشريكه يريدان تغيير «الصورة النمطية» عن الأردنيين، وأن «نثبت للعالم بأننا شعب يحب الضحك والنكتة».

ويقول مسعود: «هناك فكرة مغلوطة مأخوذة عن شعبنا نحن الأردنيين بأننا شعب غير ضحوك وعبوس، وهذه فكرة خطأ. بالعكس تماماً، نحن شعب ضحوك جداً، وهذا العرض أكبر دليل على ذلك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rwfwcc9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"