عادي

من هو الصحابي الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن؟

13:50 مساء
قراءة دقيقتين

الصحابي سَعْدُ بن مُعَاذُ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، كان سيداً للأوس في يثرب قبل الهجرة النبوية، وأسلم على يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب ليعلم أهلها دينهم بعد بيعة العقبة الأولى.

بعد إسلام سعد بن معاذ وقف على قومه، فقال: «يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا: «سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة»، قال: «فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا، كما أصبحت داره مقراً لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة، يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام.

وكان سعد بن معاذ ومعه أسيد بن حضير من تولّى كسر أصنام بني عبد الأشهل.

وشهد مع الرسول عليه الصلاة والسلام، غزوات بدر وأُحد والخندق التي أصيب فيها إصابة شديدة، دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى قتال بني قريظة لنقضهم عهدهم مع المسلمين، وتحالفهم مع قريش في غزوة الخندق، فحاصر المسلمون حصون بني قريظة 25 يوماً حتى أرسلوا يطلبون السلم، ويرتضون حكم سعد بن معاذ فيهم، فحُمل إليهم وهو جريح، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين.

أُعيد بعدها سعد إلى المدينة، ووجد النبي يد سعد انفجرت بالدم، فقام إليه وعانقه، حتى مات، فبكى أبو بكر وعمر، وحزن النبي وأخذ بلحْيته، وكان النبي محمد لا تدمع عينه على أحد، ولكنه كان إذا حزن، أخذ بلحيته.

صلى النبي محمد على سعد، وحُمل فدُفن بالبقيع، وشهد النبي دفنه، وكان الذين أنزلوه في قبره ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش وسلمة بن سلامة بن وقش سنة 5 هـ.

وقال الحسن البصري: «كان سعد بادناً، فلما حملوه، وجدوا له خفة، فقال رجال من المنافقين: والله إنه كان بادناً، وما حملنا أخف منه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن له حملة غيركم، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له عرش الرحمن».

وروت عائشة بنت أبي بكر عن النبي محمد قوله: «إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجياً منها، نجا منها سعد بن معاذ»، وروى سعد بن أبي وقاص عن النبي محمد قوله: «لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبل، وبحق أعطاه الله تعالى ذلك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4mpdemxd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"