عادي

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة؟

15:08 مساء
قراءة دقيقتين
الصحابي حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة الأنصاري الأوسي، من بني عمرو بن عوف، والده أبوعامر الراهب وأمه هي الربابُ بنت مالك بن عَمرو بن عزيز بن مالك بن عَوف بن عَمرو بن عَوف.
كان والده يُعرف بالراهب في الجاهلية، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية، ويسأل عن ظهور رسول الله، ويستوصف صفته من الأحبار والرهبان، وعندما بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسده أبو عامر وحقد عليه وبغى ورفض أن يعترف بمحمد رسولًا من عند الله.
وقال له: يا محمدُ أنتَ تخلط الحَنيفيّةَ بغيرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتَيتُ بها بيضاء نَقِيّةً، أَبِنْ ما كان يُخبرك الأحبارُ من صِفَتِي؟»، قال: لَستَ بالذي وَصفُوا لي، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «كذبتَ»، فقال: ما كذَبتُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الكاذبُ أماتَهُ الله طريدًا وحيداً»، فقال: آمين، وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم «أبوعامر الفاسق».
ومكث أبو عامر في مكة، وعندما فتحها المسلمون هرب إلى بلاد الروم، ومات غريبًا، وحيدًا، طريدًا، ولكن ابنه حنظلة رضي الله عنه دخل في الإسلام مع قومه من الأنصار، أثناء هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم يكن راضيًا بما يفعله والده، وسأل رسول الله أن يقتله؛ ولكنه منعه من قتل أبيه.
ونال حنظلة من الشرف ما لم ينله غيره، وكان في الطبقة الثانية للصحابة، وَآخَى رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- بين حنظلة بن أبي عامر وشمّاس بن عثمان بن الشَّريد المخزومي.
تزوَّج حنظلة من جميلة بنت عبدالله بن أُبي بن سلول، فكانت ليلة عرسه هي نفس ليلة غزوة أحد، فبعد أن زُفت إليه جميلة، وأفضى حنظلة- رضي الله عنه- إلى عروسه في أول ليلة، سمع منادي الرسول يهيب بالمسلمين أن يخرجوا إلى أحد، فترك حنظلة عروسه، وأعجلته الاستجابة السريعة حتى عن الاغتسال.
وفي المعركة كاد يقتل أبا سفيان زعيم قريش، ولكن رأه شداد بن الأسود وضربه بسيفه فقضى عليه وألحقه بقافلة الشهداء البررة.
وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما شأن حنظلة؟ إن صاحبكم لتغسله الملائكة، فاسألوا أهله ما شأنه؟» فسُئلت زوجته عن ذلك، فقالت: سمع صيحة الحرب وهو جُنُب، فخرج مسرعاً ولم يتأخر للاغتسال، فلما بلغ كلامها مسمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لذلك غسلته الملائكة، لقد رأيت الملائكة تغسله في صحائف الفضة، بماء المزن، بين السماء والأرض».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vuwystz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"