عادي
بخلاف أمريكا التي تسمح بتخفيضات واسعة في الوظائف

«جوجل» و«أمازون».. جهود التسريح تصطدم بالقوانين الأوروبية

23:22 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

بعد الإعلان عن أكبر جولات تسريح موظفين في تاريخ شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة، علمت هذه الشركات الآن مدى صعوبة الأمر في أوروبا.

ففي الولايات المتحدة يمكن للشركات أن تعلن عن تخفيضات واسعة في الوظائف وأن تتخلى عن مئات، إن لم يكن الآلاف، من العمال في غضون أشهر قليلة وقد فعل الكثير منها ذلك.

أما في أوروبا، فالوضع يختلف حيث تم إيقاف عمليات التسريح الجماعي هذه بسبب تدابير حماية العمال التي تجعل من المستحيل عملياً فصل الأشخاص في بعض البلدان دون مشاورات مسبقة مع المجموعات المسؤولة عن مصالح الموظفين.

ترك هذا الآلاف من العاملين في مجال التكنولوجيا في حالة من عدم اليقين وغير متأكدين مما إذا كانوا سيتأثرون بالمفاوضات التي قد تستمر إلى أجل غير مسمى.

ففي فرنسا حالياً، وبحسب مصادر مطلعة، تجري شركة «الفابت»، الشركة الأم ل«جوجل»، محادثات لتقليل عدد الموظفين من خلال المغادرة الطوعية حيث تقدم لهم حزم نهاية خدمة تأمل أن تكون سخية بما يكفي ليرضوا بالمغادرة.

وذكرت مصادر إن أمازون حاولت حث بعض كبار المديرين هناك على الاستقالة بعروض مجزية ومنحت إجازة للموظفين المغادرين حتى يحين استحقاق أسهمهم ودفعها كمكافآت.

قوانين العمل

وفي كلٍ من فرنسا وألمانيا، حيث تعتبر قوانين العمل من بين الأقوى في الاتحاد الأوروبي، تجري «جوجل» حالياً مفاوضات مع مجالس العمل، وهي مجموعات خاصة بالشركة يتفاوض ممثلوها المنتخبون مع الإدارة حول قضايا القوى العاملة.

وبموجب القانون يتعين على الشركات التفاوض مع هذه المجالس قبل تنفيذ عمليات التسريح، وهي عملية طويلة في بعض الأحيان تتضمن جمع المعلومات والمفاوضات مع إمكانية الطعن.

وبسبب هذه المتطلبات ستكون فروع «جوجل» في ألمانيا وفرنسا من بين آخر المواقع التي ستتأثر بخفض العمالة، هذا إن حدثت. وأقرت «جوجل» بالمفاوضات وذكرت أنها لا تخطط لتنفيذ عمليات تسريح في رومانيا أو اليونان أو النمسا.

وفي باريس، حيث يوجد لدى «جوجل» حوالي 1600 موظف، يجري مجلس العمل محادثات مع الشركة حول عدد الموظفين وفئاتهم، الذين سيتم تضمينهم في خطة المغادرة الجماعية الطوعية. وهذا الحل لا يزال على بعد أسابيع وخلال هذه الفترة ستستمر الأمور كالمعتاد. وعلى النقيض من ذلك في المملكة المتحدة، حيث تدابير حماية العمال ليست صارمة، فإن حوالي 500 من أصل 8000 موظف في «جوجل» سيضطرون إلى المغادرة، فمعدل فائض بنسبة 6% يتوافق مع الهدف العالمي للشركة.

وينطبق الشيء ذاته في دبلن حيث تزعم النقابات أن «جوجل» تخطط للتخلص من 240 موظفاً، وفي زيوريخ قالت النقابات إن عدد حالات التسريح يؤثر في أكثر من 200 شخص.

وقد أنشأ الموظفون مؤخراً مجلس عمل «جوجل» لكل بلد من دول الاتحاد الأوروبي، والذي يشمل المملكة المتحدة وسويسرا. ومن المتوقع أن يبدأ العمل به في غضون ستة أشهر، وسيكون صوتاً جماعياً قوياً في المشاورات المستقبلية.

وسيتألف هذا المجلس هذا من ممثلين من موظفي شركة «جوجل» وسيعملون لمدة أربع سنوات، وتظهر الوثائق أن أعضاء المجلس سيتواصلون مع إدارة الشركة، وسيكون مقرهم الرئيسي في دبلن.

آثار كوفيد-19

لا تؤثر تخفيضات الوظائف على العاملين في مجال التكنولوجيا فقط؛ ففي الفترة بين أكتوبر ومارس استغنى التنفيذيون في جميع أنحاء العالم عن حوالي نصف مليون موظف بدول مختلفة، وفقاً لمراجعة أجرتها بلومبيرغ نيوز.

ومع ذلك كانت التخفيضات في قطاعات التكنولوجيا قوية بشكل خاص بعد أن اعترف العديد من الشركات بالإفراط في التوظيف بعد رؤية زيادة في الحاجة لها خلال عمليات الإغلاق بسبب الجائحة.

وبمجرد أن بدأت المدارس والمكاتب والمتاجر في إعادة فتح أبوابها تباطأ النمو بشكل كبير في الخدمات المستندة إلى الويب، كاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات توصيل الأطعمة، ما أجبر المديرين التنفيذيين على إعادة النظر في أعداد الموظفين.

يعمل أكثر من 170 ألف عامل تقني بدوام كامل في أوروبا وفي المملكة المتحدة من قبل أمازون وألفابت وميتا، حيث يتقاضى مهندسو البرمجيات في كثير من الأحيان رواتب تعادل نصف رواتب نظرائهم في الولايات المتحدة.

وفي أمازون فرنسا، حيث يعمل حوالي 1500 موظف مكتبي في باريس، عُرض على بعض كبار المديرين الذين تتراوح مدة عملهم بالشركة بين 5 و 8 سنوات، ما يصل إلى أجر عام للمغادرة.

فترة إشعار

كما سُمح للموظفين المغادرين بالبقاء في فترة إشعار حتى مايو، عندما تصبح أسهم أمازون مستحقة ويتم دفعها كمكافآت.

وذكر أحد المصادر أنه في السنوات السابقة كان يُعرض على الموظفين أقل من شهر من التعويض عن كل عام عمل.

وفي ذراع أمازون الألمانية ذكرت مصادر أن الشركة بدأت في تسريح الأشخاص الذين ما زالوا في فترات الاختبار، وقدمت مقترحات للمغادرة الطوعية.

وفي لوكسمبورغ حصل موظفو أمازون المغادرون على راتب شهر لكل عام من الخدمة، مع رواتب إضافية تحددها القوانين.

وبحسب المصادر فإن عروض التسريح بدأت في منتصف الشهر الماضي وسيغادر الأشخاص إما في الأول من إبريل أو الأول من يونيو، اعتماداً على ما إذا كانوا قد اختاروا فترة شهرين للبحث عن وظيفة داخلياً.

وكان آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، قد وعد في يناير الماضي بأن الشركة ستتواصل مع الموظفين المتأثرين أو مع الهيئات التي تمثلهم متى ما أمكن ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxbexbs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"