عادي
أكد أن المرض عائق لمن يعيلون أسرهم

محمد الجشي حارب السرطان بالإرادة ودعم «الجمعية»

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد الجشي

الشارقة: أمير السني

تمثل العوامل الوراثية سبباً مباشراً للإصابة بمرض السرطان، وهو ما يتضح بشكل كبير في الأسر التي تشهد تاريخاً من الإصابات بين أفرادها من الأقارب بالدرجة الأولى.

هذا ما حدث في حال محمد الجشي، المدرب الرياضي الفلسطيني، الذي يعيش في دولة الإمارات منذ شبابه، ولم يعان إصابات متكررة بسرطان القولون فقط؛ بل فقد خلال سنوات عدداً من أفراد أسرته الأقربين الذين أصيبوا بأنواع مختلفة من المرض، وبقي مرافقاً لهم خلال تلقيهم للعلاج في المستشفى، وتقديم كل ما يستطيعه لدعمهم ومساندتهم.

وحال محمد الجشي، واحدة من الحالات الكثيرة، التي ترعاها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، وتقدم لها الدعم، للحفاظ على حياة كريمة لأسرته، الجهد الذي يمثل أبرز أولويات الجمعية، وتسعى إلى تحقيقه عبر «حملة زكاة» التي أطلقتها خلال الشهر المبارك تحت شعار «دعاؤك يبعده، وتبرعك يعالجه»، الذي تهدف به إلى تخفيف مشاعر القلق لدى المرضى، وتغيير النظرة الاجتماعية للسرطان بوصفه مرضاً قابلاً للعلاج، لكنه يستلزم مشاركة مختلف قطاعات المجتمع للمساعدة وجمع التبرعات لدعم أكبر عدد ممكن من المصابين، واستطاع محاربة السرطان بالإرادة والإيمان ودعم «الجمعية».ويقول محمد ل«الخليج»: شخصت أول إصابة بالسرطان في أسرتنا عام 1977، أصيب 3 من أعمامي قبل أن تتواصل الإصابات بأنواع مختلفة إلى جيلي الأبناء والأحفاد، حيث شخص شقيقي بسرطان الحنجرة في وقت متأخر، وفي الوقت الذي واصل فيه محمد ملازمة شقيقه بين جلسات العلاج في المستشفى، اكتشف إصابة ابنه البكر الذي لم يتجاوز 9 سنوات، بسرطان الغدد اللمفاوية عام 2013». وما زاد وضع محمد سوءاً، وهو يعيل زوجةً وابنة لم تتجاوز العامين، إصابة شقيقه الأكبر بسرطان الفك، قبل أن يكتشف إصابته هو الآخر بسرطان القولون، يقول محمد «حاولت مواصلة حياتي طبيعياً والعمل على مساعدة أسرتي، وقبل أن أستعيد توازني النفسي، بدأت أستيقظ على مغص شديد استمر 3 أيام، سرعان ما بدأ يتحول إلى إفرازات مزعجة، عرفت على إثرها أنني مصاب بسرطان في القولون»، مؤكداً أن المرض عائق حقيقي لمن يعيلون أسرهم.

وعلى الرغم من تاريخ الأسرة مع السرطان، وإدراك محمد، لوجود العامل الوراثي، وقع عليه خبر تشخيصه بالمرض كارثياً، وبحسب تعبيره: «كنت مدركاً أن أسرتي تتوارث هذا المرض بأشكال مختلفة على مدار أجيال، لكن على الرغم من إدراك هذه الحقيقة، يعيش الإنسان دائماً في حالة من النكران، ويستبعد احتمال أن يصاب، فلم أكن أتخيّل أن أمر بما شهدت فيه ابني وشقيقي وأعمامي يعانونه طوال سنوات، على الرغم من منطقية الأمر الذي لم يكن مفاجئاً للآخرين، خاصةً أنني كنت أشعر بصحة جيدة، بسبب عملي مدرباً أحافظ على لياقتي البدنية بممارسة الرياضة يومياً».

كانت مخاوف محمد مضاعفة، فإلى جانب إصابته، ظل عاجزاً عن العمل وإعالة أسرته، قبل أن ينصحه أحد معارفه بالاستعانة ب«جمعية أصدقاء مرضى السرطان» في الشارقة، التي قدمت له دعماً مالياً لمواصلة علاجه وإجراء العملية الجراحية التي كانت حاله تستدعي الخضوع لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8pj3n2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"