محمد جاسم
إذا تُوج شباب الأهلي بدرع الدوري فليس ذلك بالأمر الجديد أو الغريب أو حتى المثير، لأنه سبق أن توج بالدرع عدة مرات من قبل، وإذا شاءت أقدار الدوري أن يتوج العين فلا غرابة في ذلك لأنه زعيم البطولات في الدولة، وكذلك الحال بالنسبة للأندية الأخرى التي سبق لها أن وقفت على منصات التتويج. وعندما نتحدث عن البطل الحقيقي في هذا الموسم فإننا لا نقصد الفريق الذي حقق اللقب، لأن الجميع سيعرف وسيتعرف الى هوية وملامح البطل مع نهاية الجولة القادمة أو مع آخر جولات المسابقة، إنما البطل الحقيقي الذي نقصد هو ذلك الذي اقتحم منطقة الكبار، وأوجد مكاناً له بينهم بل وأحرجهم جميعاً وأزاح العديد منهم، ودفعهم لأن يتواروا عن الأنظار بعيداً هناك في منطقة الظل، التي لا تليق بهم ولا بمكانتهم ولا بما صرفوا من أموال جميعها ذهبت أدراج الرياح.
البطل الحقيقي من وجهة نظري الشخصية ويتفق معي أغلب المراقبين والمتابعين لدوري هذا الموسم، هو فريق عجمان الذي أحدث الفارق بما قدمه وبالنتائج التي حققها، وبالصورة التي ظهر عليها وهو يصارع كبار دورينا ويزاحمهم بل ويتفوق عليهم، مصحوباً بأداء راق ومستوى ثابت وروح قتالية افتقدتها أغلب الأندية، ولن نبالغ عندما نقول إن الفريق البرتقالي هو الوحيد الذي كان ثابتاً ولم يهتز ولم يتراجع طوال الموسم في جميع المسابقات، في الوقت الذي تعرضت فيه جميع الأندية لهبوط في المستوى والأداء، الأمر الذي جعل من البركان في القمة حتى وهو يخرج من مسابقة الكأس مرفوع الرأس من الدور قبل النهائي، لذا فإننا عندما نطلق على عجمان أنه البطل الحقيقي فإننا لا ندعي ذلك عاطفياً، بل هو أقل ما يمكن أن يقال في فريق أثرى المنافسة في جميع المسابقات وتواجد مع الكبار، ليصبح هذا الموسم أحد كبار دورينا والأرقام تؤكد ذلك.
تحقيق تلك المعادلة بالتأكيد ليس بالمهمة السهلة ولم يأت بمحض الصدفة أو بفعل الحظ، بل هو نتاج عمل وتخطيط وجهد وتوفيق كذلك، والجزئية الأخيرة هي الأهم لأن التوفيق عامل مهم جداً في أي عمل، ووجود إدارة منسجمة ومدرب محنك ولاعبين بمواصفات معينة تخدم تطلعات الفريق، كل ذلك كان مقدمة لمخرجات استثنائية لفريق عجمان الذي استحق نجومية هذا الموسم، وكان البطل الحقيقي غير المتوج في موسم اصطبغ باللون البرتقالي.
كلمة أخيرة
إدارة نادي عجمان قدمت درساً مجانياً بأن الإدارة علم يتحدث عنه الكثير ولا يجيده إلا القليل، والفوز بالبطولات لا يتحقق بالأسماء العالمية ولا بالعقود المليونية، بل بالتخطيط أولاً والاختيار السليم ووضع الشخص المناسب في مكانه المناسب.