عادي

معرض بموسكو يمجد انتصارات الجيش الروسي

18:01 مساء
قراءة دقيقتين

موسكو (أ ف ب)
تستضيف قاعة في موسكو على مقربة من الساحة الحمراء الشهيرة، معرضاً بعنوان «نحن روس، الله معنا»، يضم مئات اللوحات، بينها أعمال فنية ضخمة يسعى أصحابها إلى التمجيد بـ«انتصارات» الجيش الروسي على مر القرون.
ويجمع المعرض الذي يستمر حتى 25 يونيو/حزيران، لوحات وطنية ذات توجه قومي، بما ينسجم مع التيار الفني الواقعي المتوارث من حقبة القياصرة، ثم العصر السوفييتي، والتي ترمي إلى شحذ المشاعر الوطنية في أوج النزاع في أوكرانيا.
ويقول رجل ذو شنب لحوالي أربعين طفلاً ببزة سوداء هم تلامذة مدرسة عسكرية يزورون المعرض خلال رحلة مدرسية «قفوا هنا، بجانب هذه اللوحة التي تظهر أن نصرنا سيكون نهائياً».
ويقف وسط التلامذة فاسيلي نيستيرينكو (56 عاماً)، معلّم الرسم الواقعي الروسي المعاصر، والفنان الحائز تكريمات بالجملة من فلاديمير بوتين.
وقبل التقاط صورة بابتسامة عريضة مع الجنود المستقبليين، يرد الرسام ذو الشعر الأبيض والوجه الهادئ، على الأسئلة، موجهاً للحاضرين رسالة مفادها بأن «الانخراط في السلك العسكري خيار دائم، يشبه عمل الفنانين».
وصنع الفنان المولود عام 1967 في أوكرانيا، لنفسه اسماً من خلال لوحاته الدينية التي تزيّن جزءاً من كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، وأخيراً، أنجز أعمالاً تزدان بها جدران كنيسة كبيرة مخصصة للقوات المسلحة الروسية، افتُتحت عام 2020.
منذ عام 2004، حصل نيتريسكو على لقب «فنان الشعب» الروسي، وهو شرف موروث عن الحقبة السوفييتية، ولديه مهام رسمية مهمة في المجال الثقافي.
وصرح فاسيلي نيسترينكو لوكالة «فرانس برس»: «عندما تبدأ المدافع في الكلام، يجب ألا نصمت»، وذلك مع انطلاقه في ورشة بشأن الالتزام السياسي للرسامين الأوروبيين العظماء في القرن التاسع عشر».
وقد أمضى الرسام نفسه فترات بجانب القوات الروسية عدة مناطق آخرهم الحرب الروسية الأوكرانية للاستلهام في إنجاز لوحاته الزاخرة بالتفاصيل الدقيقة، وفي معرضه، تُظهر بعض الأعمال الركام والضحايا المدنيين، والبعض الآخر يعكس لمسات إنسانية.
يعلق فاسيلي نيسترينكو قائلاً: لوحاتي العسكرية التاريخية خيّرة ومتفائلة ولا تظهر سواد الظلام مثل تلك التي أنجزها.
ويجيب نيسترينكو، عن منفعة روسيا من وراء الحرب التي خاضتها «كل الحروب دفعت بوطننا إلى التجمّع والتركيز والقتال، لم يكن لدينا تاريخ آخر، لطالما خضنا الحروب، سواء ضد المغول أو البولنديين والسويديين والفرنسيين، ومرات عدة ضد الألمان».
ويقدم المعرض، بحسب توصيف الكرملين، التاريخ الروسي باعتباره سلسلة ضرورية من الحلقات العسكرية المجيدة، وتحتفل إحدى اللوحات المعروضة بضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في عام 2014، ويعكس البعض الآخر مناظر طبيعية أو مشاهد من الكتاب المقدس.
ويدعم نيسترينكو الرسم التصويري الأوروبي الكلاسيكي الذي يعتبره مهدداً بشكل خطِر ويقول: «أعتقد بأن الوقت سيأتي قريباً عندما يكون هنا فقط (في روسيا) المكان الذي تُقدّر فيه ثقافتنا وفننا وديننا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckmd8ve

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"