أظهرت نتائج دراسة أمريكية حديثة أن للحيوانات «قدرة خارقة» على استشعار الزلازل قبل وقوعها، وأنه يمكن الاستعانة بها إلى جانب شبكات الرصد الأخرى، في إطار منظومة زهيدة التكلفة للكشف المبكر عن الزلازل، موضحة أن هناك 5 خطوات تستشعر بها الحيوانات الزلازل.
وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية فيزياء وكيمياء الأرض أن الحيوانات تتمتع بحساسية للتنبؤ بالهزات الأرضية أو الزلازل. وتتلخص هذه التصرفات أو السلوك فيما يلي:
- خروج الماشية والخيول من حظائرها.
- يداوم الحمام على الطيران ولا يعود إلى أبراجه.
- هروب الفئران من الجحور.
- تقفز الأرانب بدون هدف.
- تفرّ الثعابين من جحورها.
وأكد علماء قدرة الحيوانات البرية على التنبّؤ بالزلازل قبل بضعة أسابيع من وقوعها، ما قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات في الدول المعرضة بصورة متكررة للهزات الأرضية.
- حوادث متكررة
تعود أولى الملاحظات على سلوك الحيوانات قبل وقوع الزلازل الكبيرة إلى سنة 373 قبل الميلاد في اليونان، فقد سجل مغادرة الجرذان وابن عرس والثعابين لمساكنها، وتوجهها إلى أماكن آمنة، وذلك قبل وقوع الزلزال بأيام.
وقد لاحظ العلماء الصينيون في حديقة الحيوانات «تيانستن» أنه قبل حدوث الزلزال الذي ضرب المنطقة في صيف عام 1969، ترك البجع في الحديقة الماء فجأة بلا سبب واضح، كما أن النمور توقفت عن الحركة، أما دب الباندا فقد أخفى رأسه بين يديه وأخذ يئن بشكل مستمر.
أيضاً أثناء وقبل حدوث زلزال عام 1975 المدمر بالصين وكان ذلك في شهر ديسمبر، تركت الثعابين الجحور قبل حدوث الزلزال وزحفت على الطرقات حتى تجمدت في الثلوج.
وقد أمكن الاستفادة من هذه الظاهرة الغريبة بإجلاء السكان، تحسباً لحدوث الزلزال والذي حدث بعد ذلك بفترة قصيرة.
وقد صدرت في عام 1973م بعض التعليمات للفلاحين الصينيين تحذرهم من الزلازل.
- هل تعتبر دليلاً مؤكداً؟
ومع أن العلماء الغربيين يميلون إلى قلة الاعتقاد في هذه الطرق التي تُنبئ عن الهزات الأرضية، إلا أن بعضهم يقول إن حاسة السمع المرهفة لدى بعض الحيوانات قد تجعلها قادرة على إدراك الأصوات التي تسببها الذبذبات السابقة للهزة الأرضية، وهي ذبذبات يتعذر أن تسمعها الأذن البشرية.
ورغم كل هذه العلامات والحوادث السابقة، فإنه لا يمكن الجزم بأن الكلاب أو الحيوانات الأخرى تتصرف بشكل غير معتاد دوماً، لأنها استشعرت قرب وقوع زلزال ما، فالتغيرات في سلوك الحيوانات قبل حدوث زلازل سجلت فعلاً وبوضوح، ولكنها لم تكن قاعدة عامة تحدث كل مرة، ففي بعض الأحيان لم يسجل أي سلوك مشابه قبل وقوع الكارثة.
