دعا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان رئيس اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة أسامة حمّاد، خلال اجتماع مع أعضاء اللجنة من الوزراء في مدينة درنة إلى عدم المتاجرة بالأزمة الناتجة عن الفيضانات في المنطقة الشرقية لأغراض سياسية، فيما قال المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي إنه كان ممكناً تخفيف العواقب الوخيمة للعاصفة «دانيال» إذا ما توفرت مؤسسات سياسية وأمنية وإدارية موحدة في ليبيا، مضيفاً أن الوقت حان لإعادة توحيد البلاد وتحصينها في مواجهة التحديات المستقبلية، في حين أكد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، ضرورة أن ينصب التركيز على أفضل السبل لتعزيز الجهود الليبية نحو استجابة فعالة وموحدة لكارثة الفيضانات.
وبين المكتب الإعلامي للحكومة الليبية أن حمّاد أعرب خلال الاجتماع عن رفض الحكومة القاطع للمتاجرة بالأزمة لأغراض سياسية، داعياً جميع الأطراف والمؤسسات السيادية في البلاد إلى تحمل مسؤولياتها تجاه إعادة إعمار درنة.
وناقش المشاركون في الاجتماع حزمة من الأمور المتعلقة بالأزمة، علاوة على أنسب الطرق والوسائل التي ستقوم بها لجنة الطوارئ من خلال الجهات التنفيذية في الدولة؛ للوقوف بجوار المتضرّرين ورفع معاناتهم.
واستعرض الحاضرون، التجهيزات الجارية لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار درنة، في العاشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والذي سيشهد حضوراً محلياً ودولياً بارزاً.
4029 قتيلاً
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، ارتفاع حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت درنة، إلى أكثر من 4 آلاف قتيل.
ونشر المسماري، عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، آخر حصيلة لضحايا الفيضانات والسيول التي ضربت درنة، حتى يوم 24 من سبتمبر/أيلول الجاري، وبلغ عدد القتلى فيها 4029 قتيلاً.
وأضاف المسماري أن هناك 87 جثماناً لمصريين، لا تشملهم الإحصائية تم تسليمها للسلطات المصرية لدفنهم ببلدهم.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي إنه كان ممكناً تخفيف العواقب الوخيمة للعاصفة «دانيال» إذا ما توفرت مؤسسات سياسية وأمنية وإدارية موحدة في ليبيا، مضيفاً أن الوقت حان لإعادة توحيد البلاد وتحصينها في مواجهة التحديات المستقبلية.
جاء ذلك خلال حديثه في لقاء جمعه مع رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، أمس الأول الاثنين، وقدم خلاله تعازيه عن ضحايا العاصفة، وأشاد بروح التضامن بين جميع الليبيين، داعياً القادة السياسيين إلى الاقتداء بهم. حسب تغريدة على موقع «إكس»، أمس الثلاثاء.
وأضاف باتيلي: «ناقشنا جهود الإغاثة والتعافي في المناطق المتضررة، بما في ذلك خطط إعادة الإعمار، وأكدت الحاجة إلى عملية إعادة إعمار موحدة وشاملة وخاضعة للمساءلة، وأن تؤخذ في الاعتبار الاحتياجات العاجلة وطويلة الأجل للأهالي المنكوبين».
وناقش اللقاء «آلية تنسيق الجهود الدولية والأممية لمعالجة الأوضاع في جميع المناطق المنكوبة».
دعوة إلى استكمال القوانين الانتخابية
وكان باتيلي حث مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على «استئناف اتصالاتهما بهدف تسريع استكمال تلك القوانين الانتخابية».
جاء ذلك خلال لقائه، أمس الأول الاثنين، رئيس مجلس الدولة محمد تكالة، حيث جدد باتيلي، دعوته إلى لجنة إعداد القوانين الانتخابية «6+6» للتوصل إلى الاتفاق دون تأخير على القضايا الانتخابية الخلافية، حسب تدوينة على حسابه في موقع «إكس» أمس الثلاثاء. وقدم باتيلي تعازيه لتكالة في ضحايا العاصفة «دانيال»، مشيراً إلى توافقهما على ضرورة أن تأخذ الأطراف السياسية في ليبيا العبرة من تضامن الليبيين من جميع أنحاء البلاد، ويضعوا خلافاتها جانباً.
وكان رئيس البرلمان عقيلة صالح قد تسلم أمس الثلاثاء، تقريراً مبدئياً لأعمال حصر المباني المتضررة من الفيضانات.
تعزيز جهود الاستجابة الفاعلة
على صعيد آخر، أكد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، ضرورة أن ينصب التركيز على أفضل السبل لتعزيز الجهود الليبية نحو استجابة فعالة وموحدة لكارثة الفيضانات.
جاء ذلك خلال لقاء جمع المبعوث الأمريكي أمس الأول الاثنين، مع رئيس مؤتمر التبو عيسى عبد المجيد منصور بحسب ما أوردته سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا بموقع «إكس».
وقال نورلاند: «شكراً لرئيس مؤتمر التبو عيسى عبد المجيد منصور على اللقاء الجيد، لقد جمعت الأزمة الإنسانية في درنة الليبيين معاً. والآن يجب أن ينصب التركيز على أفضل السبل لتعزيز الجهود الليبية نحو استجابة فعالة وموحدة لكارثة الفيضانات».