عادي

«الأكثر سطوعاً».. وميض كوني يؤثر في الغلاف الجوي بطريقة غير مسبوقة

17:53 مساء
قراءة دقيقتين

باريس - (أ ف ب)

أثّر وميض ضوء يختزن طاقة قياسية وصل إلى الأرض، في العام الفائت، بعد رحلة استغرقت ملياري سنة ضوئية، في الطبقات العليا من الغلاف الجوي بطريقة غير مسبوقة، على ما أفادت دراسة نشرت، الثلاثاء.

ففي التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، رصد علماء الفلك انفجاراً ضخماً لأشعة غاما، وهو الشكل الأكثر كثافة للشعاع الكهرومغناطيسي، في ظاهرة ناتجة عن التطوّرات الأكثر تطرّفاً في الكون، كانفجارات النجوم العملاقة.

وانفجار أشعة «غاما» الذي أطلقت عليه تسمية «بي أو أيه تي» BOAT، (وهي الأحرف الأولى من عبارة «برايتست أوف إل تايم»، أي الأكثر سطوعاً على الإطلاق»)، وحدث على مسافة نحو ملياري سنة ضوئية، رصدته التلسكوبات لسبع دقائق فقط، لكنّه خلّف ضوءاً تمكّن علماء الفلك الهواة من رؤيته على مدى سبع ساعات.

وقد نشّط الوميض القوي أجهزة استشعار الصواعق في الهند، وشغّل أدوات مخصصة لدراسة العواصف الشمسية.

وتمكن العلماء بسرعة من تحديد تأثيره في الاتصالات الراديوية ذات الموجات الطويلة في الجزء السفلي من الغلاف الأيوني، (الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض)، على ارتفاع يتراوح بين 60 و350 كيلومتراً.

ومع استمرارهم في تحليل الظاهرة، لاحظ باحثون إيطاليون وصينيون للمرة الأولى، أنّها أثرت أيضاً في الجزء العلوي من الغلاف الأيوني.

ويمثّل هذا الجزء الموجود على ارتفاع يتراوح بين 350 و950 كيلومتراً فوق الأرض قرب الحدود مع الفضاء، المكان الذي تتحول فيه أشعة الشمس إلى جسيمات مشحونة تشكّل حقلاً كهربائياً كبيراً.

وأوضح ميركو بيرسانتي، المعدّ الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، في حديث عبر وكالة فرانس برس، أنّ الخبراء يتناقشون منذ نحو عشرين عاماً، بشأن احتمال أن تؤثر انفجارات أشعة غاما في الجزء العلوي من الغلاف الأيوني.

وعلّق هذا الباحث في جامعة لاكويلا الإيطالية بالقول «أعتقد أننا توصّلنا أخيراً، لإجابة عن هذا السؤال».

«القضاء» على طبقة الأوزون؟

ومن حظ فريق عمله أنّ القمر الصناعي الصيني الإيطالي «سي إس أيه إس»، المجهّز بكاشف للحقل الكهربائي، كان «بالضبط في المنطقة التي أضاءها انفجار أشعة غاما»، على ارتفاع 500 كيلومتر فوق الأرض.

وقال «لقد وجدنا شكلاً في الحقل الكهربائي لم يُرصد مثله من قبل».

وقال إريك كولكرز، وهو خبير في أشعة غاما لدى وكالة الفضاء الأوروبية، في بيان «إنه أمر مذهل. يمكننا رؤية ظواهر تحدث في الفضاء السحيق وتؤثر في الوقت نفسه في الأرض».

ومن المفترض أن يساعد هذا الاكتشاف في فهم التهديد المحتمل لانفجارات قد تحصل مستقبلاً لأشعة غاما.

أما السيناريو الأسوأ، فيتمثل في حدوث مثل هذا الانفجار القوي في مجرتنا درب التبانة. وقال بيرسانتي «سيكون قادراً على محو طبقة الأوزون بصورة تامة».

وسيصبح كل ما هو موجود على سطح الأرض معرّضاً لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية، ما قد يؤدي إلى انتهاء الحياة على الأرض.

لكن لا داعي للهلع، لأن من المحتمل أيضاً أن يمتص الغلاف الأيوني كل أشعة غاما، ليجنّب البشر تالياً أي مصير مدمّر، على قول الباحث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/an5mj2tr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"