عادي
استئناف الحوار والعلاقات العسكرية بين بكين وواشنطن

بعد «القمة».. بايدن يصف شي بالديكتاتور والصين تستنكر

14:21 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن وشي خلال لقائهما على هامش قمة آيبك

عقد الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والصيني شي جين بينغ، في كاليفورنيا، قمّة أعادت إطلاق الحوار بين البلدين المتنافسين، لكنها أخرجت أيضاً إلى العلن الخلافات التي تباعد بين واشنطن وبكين، لا سيّما حول ملف تايوان. وفي ختام مؤتمر صحفي، قال الرئيس الأمريكي إن القمّة كانت «بنّاءة ومثمرة»، لكنه ما زال يعتبر نظيره الصيني «ديكتاتوراً»، وهو تعبير استنكرته الصين، أمس الخميس، معتبرة على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ، أن «هذا النوع من الخطاب غير المناسب تلاعب سياسي غير مسؤول. والصين تعارضه بشدة». وأفضى الاجتماع إلى استئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى بين البلدين المتوقّفة منذ أكثر من عام. وقال بايدن خلال المؤتمر الصحفي «انهيت 4 ساعات من الاجتماعات مع الرئيس شي، وأعتقد أن هذه كانت أكثر مناقشات بنّاءة ومثمرة أجريناها». وأعلن أنه اتفق مع نظيره الصيني على التحادث هاتفياً «مباشرة وفوراً»، عند حدوث أي أزمة، و«إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، بما في ذلك بيني وبين الرئيس شي». من جهته، قال شي أمام قادة من مجتمع الأعمال في سان فرانسيسكو، إن «الصين لا تبحث عن مجالات النفوذ، ولن تخوض حرباً باردة أو ساخنة مع أي بلد». وفي إشارة إلى العلاقة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، أعرب شي عن اعتقاده بأنه «متى فُتِح، فإن باب العلاقات الصينية-الأمريكية لن يُغلق مجدداً». وعلى صعيد مكافحة مخدّر الفنتانيل، الآفة التي تعانيها الولايات المتّحدة حالياً، قال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس الصيني وافق خلال الاجتماع على اتخاذ إجراءات مهمة من شأنها أن تخفّض «بشكل كبير»، إنتاج مكونات مخدّر الفنتانيل الذي أدى إدمانه إلى أزمة في الولايات المتحدة. ورحب بهذا الإعلان بايدن الذي يسعى إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية، في الانتخابات الأمريكية العام المقبل. وعلى صعيد آخر، قرّرت واشنطن وبكين تشكيل مجموعة من الخبراء لمناقشة الأخطار المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

ولا يزال وضع تايوان التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، والتي ستجرى فيها انتخابات رئاسية قريباً، موضوعاً خلافياً بين الولايات المتحدة والصين. وأمس الأول الأربعاء، طلب جو بايدن من الرئيس الصيني «احترام العملية الانتخابية»، مشدداً على موقف الولايات المتحدة المبهم تجاه قضية تايوان، وهو أنها لا تدعم استقلال الجزيرة لكنها ترفض استيلاء بكين على السلطة فيها بالقوة. ومن جهته، طالب شي بايدن بأن تكفّ واشنطن عن تسليح تايوان، مؤكّداً له «حتمية» إعادة ضمّ الجزيرة إلى البرّ الصيني، وفقاً لبكين. وكذلك، تنتظر واشنطن من الصين، عدم مجابهتها في الأزمات الدولية الكبرى، خاصة ما يتعلق بحرب غزة، والحرب في أوكرانيا. ودعا الرئيس الأمريكي في بداية الاجتماع إلى إدارة المنافسة بطريقة «مسؤولة لضمان عدم تحولها إلى صراع». وردّ شي لاحقاً بتأكيد أن الصين لا تسعى إلى «تجاوز الولايات المتّحدة أو إزاحتها»، مشدّداً على أنّه في المقابل «لا ينبغي للولايات المتّحدة أن تسعى لقمع الصين واحتوائها»، في الوقت الذي تخوض واشنطن وبكين منافسة شرسة على الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي والاستراتيجي والعسكري. وحذّر الرئيس الصيني نظيره الأمريكي من أن بكين غير راضية عن العقوبات والقيود المفروضة من جانب الولايات المتحدة ضد شركاتها. وقال إن «الإجراءات الأمريكية ضد الصين في ما يتعلّق بتقييد الصادرات والتدقيق بالاستثمارات والعقوبات الأحادية الجانب، تلحق ضرراً خطراً بالمصالح المشروعة للصين». ولم يلتق الزعيمان شخصياً منذ عقدا محادثات على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 وتدهورت العلاقات بين البلدين بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما يشتبه في أنه كان منطاداً صينياً لغرض التجسس في فبراير/ شباط هذا العام. وفي مارس/ آذار، ندد شي باستراتيجية أمريكية ل«تطويق» الصين في ما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتفرض عقوبات اقتصادية على الصين.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4923dank

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"