اتفقت الصين مع وفد قمة الرياض العربية الإسلامية، الذي زار بكين، أمس الاثنين، على ضرورة تحرك العالم بشكل عاجل لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، فيما يصل الوفد اليوم الثلاثاء إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في إطار جولة تشمل الدول صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن تنفيذاً لقرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة، في وقت تعقد مجموعة «بريكس» قمة افتراضية طارئة حول الأحداث في غزة بطلب من جنوب إفريقيا، بينما أكد رئيس الاتحاد الإفريقي أن «لا عذر» للقصف الإسرائيلي في قطاع غزة، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إقامة نظام «حماية» تحت رعاية الأمم المتحدة في غزة بعد الحرب لن يكون حلاً، داعياً إلى «مرحلة انتقالية» تشارك فيها جهات فاعلة متعددة، أبرزها الولايات المتحدة والدول العربية.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: «نحن هنا لإيصال رسالة واضحة أنه لا بد من وقف لإطلاق النار فوراً ولا بد من إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى غزة فوراً كذلك». وأكد أن الرياض «تسعى إلى مزيد من التعاون مع أصدقائنا في الصين» بهدف «العمل على إنهاء هذه الأزمة وهذا الوضع الخطر في أسرع وقت ممكن». وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمام الوفد الذي يضم إضافة إلى وزير الخارجية السعودي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف «الكارثة الإنسانية» التي تتكشف في غزة. وقال وانغ «فلنعمل معاً لتهدئة الوضع في غزة سريعاً ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت». وفي هذا الإطار، بحث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحرب في قطاع غزة خلال اتصال هاتفي، واتفقا على «تجنب أزمة إنسانية أكثر خطورة». كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن وفد القمة العربية الإسلامية سيعقد في موسكو اليوم الثلاثاء اجتماعاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة الوضع في قطاع غزة.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إخبارية أن رئيس إفريقيا الجنوبية، سيريل رامافوزا الذي يشغل منصب الرئيس الدوري لمجموعة البريكس، دعا إلى قمة طارئة للمجموعة اليوم الثلاثاء حول الحرب على غزة. وسيشارك زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إضافة إلى الأعضاء الجدد الذين انضموا مؤخراً إلى بريكس في القمة الافتراضية عبر الفيديو للنظر في الأزمة الإنسانية في غزة. كما سيشارك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش في الاجتماع المذكور. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية عن استدعاء سفيرها لدى بريتوريا للتشاور في أعقاب «أحدث التطورات من جنوب إفريقيا».
ومن جهته، قال غوتيريش في تصريح للصحفيين «من المهم أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة، ولكي يكون هذا ممكناً، من الضروري أن نتحرك بعد الحرب بشكل حاسم ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين». وأوضح أن ذلك يتطلب «تقوية السلطة الفلسطينية لتتحمل المسؤولية عن غزة». لكن «السلطة الفلسطينية لا يمكنها الذهاب إلى غزة بالدبابات الإسرائيلية» لذلك «يجب على المجتمع الدولي أن يفكر في فترة انتقالية».
ومن جانبه، دان رئيس الاتحاد الإفريقي، أمس الاثنين الرد الإسرائيلي على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، معتبراً أن «لا عذر» للقصف المكثف على قطاع غزة. وقال رئيس الاتحاد غزالي عثماني إن ما قامت به حماس «مدان... لكن رد الفعل لا عذر له». وأضاف خلال مؤتمر صحفي في برلين «تخيّلوا الطفل الذي رأى أمه أو والده يُقتلان... هذا يولّد التطرف».
إلى ذلك، قال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العالم لم يعمل شيئاً من أجل تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خلال السنوات العشرين الماضية. وقال بوريل في حديث لصحيفة «الباييس» الإسبانية «كل ما أعرفه هو أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية عن حقيقة أننا قلنا لمدة 20 عاماً» دولتان، دولتان، دولتان «ولم نعمل شيئاً لجعل ذلك حقيقة». (وكالات)