عادي
فعاليات تجذب آلاف الزوار من أنحاء العالم

القرية التراثية بمهرجان الشيخ زايد تعزز استدامة وصون التراث الإماراتي

17:45 مساء
قراءة 4 دقائق

تعزز القرية التراثية بمهرجان الشيخ زايد، المقام حالياً بمنطقة الوثبة في أبوظبي، ويستمر حتى 9 مارس، استدامة التراث الإماراتي، ونقله للأجيال، وتجذب من خلال أجنحتها وفعالياتها وأنشطتها التراثية آلاف الزوار من أنحاء العالم للتعرف إلى العادات والتقاليد الإماراتية.

وتشهد العروض والمشاهد الحية التمثيلية إقبالاً جماهيرياً كبيراً للتعرف إلى حياة الأجداد وعادات وتقاليد مجتمع الدولة بجميع بيئاته الأربعة «الجبلية والزراعية والبحرية والصحراوية» في أجواء حضارية ثقافية ترفيهية عالمية.

وتبرز أقسام القرية التراثية حضارة الإمارات من خلال رحلة للماضي الذي يعبق بروح التراث الأصيل، للتعرف إلى التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية القديمة، ويعيش الزائرون تجربة تراثية يستوقف من خلالها أمام رحلة الآباء والأجداد عبر مشاهد حية وواقعية يقدمها كل قسم وجناح في القرية لتجسد عبق التاريخ والتراث العريق للدولة.

البيئة البحرية

أبهرت القرية التراثية زوار المهرجان لأول مرة بمشاهد تمثيلية واقعية لنمط الحياة القديمة، يقدمها مجموعة من الأفراد المرتدين للزي التراثي المرتبط بكل بيئة إماراتية لتعريف الجمهور بها، وتفاعل الحضور مع مشاهد البيئة البحرية من خلال أساليب الصيد والتجهيزات الخاصة بالغوص وغيرها التي كان يقوم بها الأجداد، وذلك لتعريف الزوار وأجيال المستقبل بالعادات والتقاليد التاريخية والتراثية لمجتمع البحارة وممارسي المهن المرتبطة بحياة البحر، إضافة إلى أنواع القوارب القديمة وأنواع الليخ والحرف التي تخص أهل القرية البحرية.

البيئة الزراعية

جذبت المشاهد التمثيلية الخاصة بحرفة «زفانة الدعن» في البيئة الزراعية أنظار الزوار للتعرف إلى المهن التي نشأ عليها الآباء والأجداد والذين عاشوا زمن التحدي والعناء من أجل بناء حضارة ترقى بين الأمم، حيث يقدم مجموعة من الحرفيين للجمهور تعريفاً بتلك المهنة، بداية من تجميع سعف النخيل وقصها وتنظيفها وإعداد الحبال منها إلى استخدامها في صناعة البيوت والخيام وغيرها، إضافة إلى الكثير من الجوانب التي تخص البيئة الزراعية وطرق الزراعة والأدوات التي كانت تستخدم في الزراعة.

البيئة الجبلية

تفاعل آلاف الأطفال بصحبة أسرهم مع المشاهد التمثيلية الخاصة بالبيئة الجبلية، لما تحمله من المعاني القيمة عاشها الأجداد مثل «السقاي» الذي كان يجوب الطرق وينادي على الجميع لتوزيع المياه عليهم، و«الخراريف» التي كانت وسيلة للتعليم والتثقيف في زمن لم تكن فيه مدارس أو وسائل حديثة للترفيه، وكسب المعرفة وتسلية الأطفال بشيء مفيد عبر توصيل معلومة بأسلوب حكائي وسهل، واستمع الزوار في أجواء مفعمة بالتراث على الحكايات الشعبية.

البيئة الصحراوية

يعيش الزوار تجربة مفعمة بروح الماضي من خلال المشاهد التمثيلية للتعرف إلى جوانب الحياة الصحراوية بصفاء رمالها وأدواتها وصناعاتها ومقوماتها قديماً من البيوت والجبال، إضافة إلى التعريف بالعادات الإماراتية الأصيلة عند العرس من بداية من طلب يد العروس، وحتى اصطحاب «المعرس» لها إلى بيته في أجواء تراثية ترفيهية.

الحرف اليدوية

تتميز القرية التراثية هذا الموسم بتصميمها الفريد المستوحى من الطراز التقليدي القديم، وتعد محطة استثنائية تنقل الزوار من زحام العولمة والحداثة إلى هدوء الحياة القديمة وبساطتها المتمثلة في بيوت الطين والبيوت المصنوعة من سعف النخيل والمسابقات التراثية والفنون الشعبية والحرف والمنتوجات، لتنعش ذاكرة الزوار للحياة التراثية القديمة.

وتشهد القرية بأقسامها إقبالاً كبيراً من الزوار، خصوصاً من قبل السياح الذين حرصوا على مشاهدة أعمال الحرفيين والحرفيات وهم يقدمون أعمالهم اليدوية، واستمعوا إلى شرح وافٍ عن طبيعة كل بيئة من البيئات وحرفها ومنتجاتها، كما جذبت صناعة الفخار والسدو وقرض البراقع وخياطة السرود والغزل والنسيج وصناعة التلي عشرات الزوار الذين وقفوا مبهورين أمام هذه الحرف التقليدية، وما تتمتع به من فن مع براعة الصناع وإبداعاتهم التي تجسد التاريخ العريق للدولة.

وتضم القرية أجنحة ومجموعة من المحال لعرض المنتجات التقليدية التراثية القديمة، ويعمل فيها مجموعة من الحرفيين الذين يمارسون مهناً متنوعة، ويقدمون معلومات عنها للزوار لجميع الأعمار والجنسيات، إضافة إلى تقديم ورش عمل لزوار القرية لتلك الحرف اليدوية التي تجسد التاريخ العريق للدولة، مثل صناعة الفخار وسعف النخيل والتلي والسدو والخياطة ورسم الحنة وغيرها.

ويحظى الزوار بقضاء أوقات تراثية شعبية مميزة، وتناول الأطعمة في «مطعم الخيمة التراثية» الذي يتسم بتصاميم تراثية مفعمة برائحة الماضي وتقدم أشهى المأكولات والأطعمة الشعبية، إضافة إلى احتساء القهوة في «ركن القهوة الشعبية» التي يتم تقديمها في أدوات قديمة تعبر عن أصالة المجالس العربية والعادات والضيافة في الماضي، كما يحظى الزوار أيضاً بالجلوس في «الحظيرة» المصنوعة من سعف النخيل وأشجار «المرخ» وأغصان أشجار السمر والغاف، والتي تعد مركزاً لسرد القصص والذكريات للأجداد في أجواء من الماضي الأصيل.

وتقدم العديد من المؤسسات والجهات الحكومية المشاركة والمعنية بالحفاظ واستدامة التراث الإماراتي ونقله للأجيال خلال مشاركتها العديد من الصناعات التقليدية اليدوية مثل الغزل والنسيج بواسطة خامات متنوعة من الصوف، وحياكة البسط وعمل الحصير والتلي والسدو وغزل الصوف وغيرها من المهن التراثية التي تذكّر الأجيال بتفاصيل الحياة في الماضي.

ويستمتع الزوار بالتعرف إلى مجموعة من الصقور المميزة وأساليب الصيد، كما يستعرض مركز السلوقي العربي أصنافاً منها، بهدف إحياء رياضة الصيد بالكلاب السلوقية والمحافظة على تقاليدها والاستعانة بها في الصقارة وحفظ السلالات الأصيلة وتزويد المهتمين بالمعرفة اللازمة وكيفية الاهتمام بها ورعايتها وتدريبها.

صور تذكارية

يختتم الزوار رحلتهم بالتقاط الصور التذكارية بالزي الإماراتي التقليدي للرجال والنساء، إضافة إلى المرور على البقالة (الدكان قديماً) الذي يضم كل أنواع المواد الغذائية التي تعود بالمشترين إلى ذكرياتهم الجميلة، ومنتجات تراثية أخرى يحاكون بها أصدقاءهم وأسرهم عن الحياة التراثية الإماراتية، ويتناقلونها بهدف استدامة وحفظ التراث الأصيل.

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يستقبل زواره يومياً من الرابعة عصراً وحتى 12 منتصف الليل خلال أيام الأسبوع، وحتى الواحدة صباحاً خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، ليمنحهم فرصة لقضاء أوقات قيمة مع العائلة والأصدقاء في الهواء الطلق مع باقة كبيرة من الفعاليات والأنشطة والمسابقات المختلفة التي تناسب جميع الفئات العمرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yjhtphaz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"