عادي
بوريل: حل الدولتين سبيل وحيد للسلام...

هل تجدي نفعاً خطة إسرائيل لتفكيك الفصائل الفلسطينية ؟

15:48 مساء
قراءة 4 دقائق
«الخليج» - وكالات
في اليوم السابع بعد المئة من اندلاع الحرب في غزة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية التي تشن حملة قصف عنيفة جوية ومدفعية على القطاع، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين، إن خطة إسرائيل لتدمير حركة حماس في غزة لا تجدي نفعاً، وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة الجهود للتوصل إلى «حل الدولتين» رغم معارضة إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر الأحد، مجدداً تأكيد موقفه الرافض لإقامة أي دولة فلسطينية، لأنها ستشكل «خطراً وجودياً» على إسرائيل، وقال إن إسرائيل ستصر على سيطرتها الأمنية الكاملة على جميع الأراضي غربي نهر الأردن، والتي ستشمل غزة والضفة الغربية .
وجاءت تصريحات بوريل في الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي حضره هذه المرة وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية، وتركز المحادثات بشكل أساسي على تداعيات هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على غلاف غزة والذي شنته حركة حماس من غزة والحرب التي أدارتها إسرائيل على القطاع مذاك.
  • حل الدولتين سبيل وحيد
ويشارك وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بشكل منفصل في الاجتماع الذي يُقّيم كذلك الحرب في أوكرانيا.
وفي إشارة إلى هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس في حربها المستمرة منذ ثلاثة شهور في غزة، قال بوريل للصحفيين: «ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون فيها (الإسرائيليون)، يجعلون كل الفلسطينيين يغادرون؟ يقتلونهم جميعاً؟، الطريقة التي يدمرون بها حماس ليست هي طريقة للقيام بذلك، إنهم يرسخون الكراهية لأجيال».
وقال بوريل إنه يريد المضي قدماً في الجهود الدولية، لإيجاد عملية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تتعايش إلى جانب إسرائيل، وكانت آخر محادثات لهذه الغاية قد انهارت قبل عقد من الزمان وسط انعدام متبادل للثقة وتعنت.
ووفقاً لبيانات السلطات الصحية في قطاع غزة، أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الضخم على القطاع المكتظ بالسكان إلى مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني، وتشريد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت إسرائيل إن الحرب قد تستمر «لعدة أشهر» ولن تهدأ حتى يتم القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ويصبح قطاع غزة بلا أي تهديد أمني لإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للصحفيين متسائلاً: «انظروا إلى أين وصلنا بعد أن انخرطنا لأكثر من 30 عاماً في العملية (السلمية)»، في إشارة إلى محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية متقطعة منذ التسعينات.
وأضاف «نحن أمام لحظة حقيقة، هل نسمح لأجندة متطرفة بإملاء المستقبل أو نجتمع معاً ونقول إن الطريق واضح، نريد السلام للجميع وحل الدولتين هو الطريق الوحيد، امضوا قدماً ونفذوه؟».
وفي تصريحات مقتضبة للصحفيين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس إنه في بروكسل لمناقشة قضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس وإعادة تأكيد أن إسرائيل ستفكك حماس وتستعيد أمنها القومي، ولم يتلق أي أسئلة.
  • خطة سلام
وقبل الاجتماع أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.
وفي قلب الخطة دعوة إلى عقد «مؤتمر تحضيري للسلام» ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضاً للمشاركة في عقد المؤتمر.
وسيعقد المؤتمر حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة، لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين في كل خطوة من المحادثات، فيما يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام.
وتوضح الوثيقة الداخلية التي اطلعت عليها عدة مؤسسات إخبارية من بينها رويترز، أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام ينبغي أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة «تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن».
ويعترف مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين والدبلوماسيين الإسرائيليين لا يبدون في الوقت الراهن أي اهتمام بما يسمى حل الدولتين، لكنهم يصرون على أنه الخيار الوحيد للسلام طويل الأمد.
وقال مكتب نتنياهو السبت، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن «إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل بعد الآن تهديداً لإسرائيل، وهو مطلب يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».
وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبي أيضاً على المشاركين في مؤتمر السلام أن يوضحوا «التداعيات» لكلا الجانبين، اعتماداً على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التي يجري الاتفاق عليها خلال المؤتمر.
ولم تذكر الوثيقة ما هي هذه التداعيات، فيما يمتلك الاتحاد الأوروبي عدة جوانب محتملة للتأثير.
ويعد الاتحاد الأوروبي مزوداً رئيسياً للمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، ولديه اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إسرائيل تتضمن منطقة تجارة حرة، واقترح بعض المسؤولين سراً أنه من الممكن استخدام هذا الأمر للتأثير في إسرائيل.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: «كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئاً عن مثل هذا الحل لم يقدموا أي بديل».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2zwphykk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"