عادي

رغم مساعي التوصل إلى هدنة.. الأمم المتحدة: غزة على شفا مجاعة

12:04 مساء
قراءة 4 دقائق
رغم مساعي التوصل إلى هدنة.. الأمم المتحدة: غزة على شفا مجاعة
رغم مساعي التوصل إلى هدنة.. الأمم المتحدة: غزة على شفا مجاعة

غزة - أ ف ب
تثير الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة قلقاً دولياً متزايداً، على رغم الآمال بالتوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس تعمل عليها الدوحة والقاهرة وواشنطن.
وحذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً»، تهدد 2,2 مليوني شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع المحاصر، في ظل الحرب المتواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وأتى ذلك في وقت تواصل فيه قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، سعياً لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار/ مارس، تتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية.
وبموجب اقتراح الهدنة الجديدة، ستطلق حركة حماس سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين، في المقابل، سيتمّ إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بنسبة 10 مقابل واحد، وفقاً لمصدر في حماس، إضافة إلى ذلك، تطلب الحركة زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى غزة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أشار خلال مقابلة مع برنامج الفكاهي سيث مايرز على شبكة إن بي سي، إلى أنّ شهر «رمضان يقترب وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم الانخراط في أنشطة خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن».
وكان الرئيس الأمريكي أعرب الاثنين، عن أمله «أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار»، مضيفاً «مستشاري للأمن القومي يقول لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننتهِ بعد».
وبالتزامن مع تصريحات بايدن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، «سنكون سعداء بتحقيق ذلك بحلول نهاية الأسبوع»، وأضاف «نحاول الوصول بهذا الاتفاق إلى خط النهاية، ونعتقد أنّ ذلك ممكن».
- على بعد خطوة من المجاعة
وكانت هدنة لأسبوع في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، أتاحت إطلاق أكثر من مئة رهينة لقاء الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بعدما نفّذت حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.
ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على حماس، وتنفّذ قصفاً مدمّراً على قطاع غزّة، وبدأت بعمليات برّية منذ 27 تشرين الأول/ أكتوبر ما تسبّب في مقتل 29878 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
وبحسب الوزارة، قُتل 91 شخصاً على الأقل في قصف إسرائيلي طال مختلف أنحاء القطاع ليل الثلاثاء - الأربعاء.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن كمية المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر لا تكفي حاجات السكان.
وشددت الأمم المتحدة الثلاثاء على أن «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً» في غزة، خصوصاً في شمال القطاع، حيث أصبحت المجاعة وشيكة في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية.
من جهته، لفت راميش راجاسينغهام متحدثاً باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إلى تفشٍّ للمجاعة «لا يمكن تجنّبه تقريباً».
وقال «نحن في نهاية شهر شباط/ فبراير، حيث يوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ ستة أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال».
وأضاف «عملياً، يعتمد جميع سكان غزة تقريباً على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.
ويشعر المجتمع الدولي بقلق متزايد إزاء العواقب الكارثية المحتملة للهجوم البري الذي تهدد إسرائيل بشنّه على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، التي باتت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» من هذه المدينة القريبة من الحدود مع مصر، قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إنه لم يسبق له أن رأى «مكاناً يتعرض لهذا القدر من القصف على مدى هذه الفترة الطويلة مع سكان محاصرين إلى هذا الحد دون أي منفذ».
وشدد على أن المنظمات الإغاثية «غارقة في هذا المحيط من الحاجات».
أثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق النزاع إلى جبهات أخرى، خصوصاً في ظل التبادل اليومي للقصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، وشنِّ الحوثيين هجمات على سفن قبالة سواحل اليمن، ما دفع الولايات المتحدة إلى قيادة ردّ عسكري عليهم.
وجددت الولايات المتحدة الثلاثاء الدعوة إلى التركيز على الدبلوماسية لإيجاد حل للتصعيد العسكري في جنوب لبنان، بعد تحذير إسرائيل من أنها ستواصل ملاحقة حزب الله حتى لو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، «لا نريد أن نرى أياً من الجانبين يصعّد النزاع في الشمال».
أضاف «قالت حكومة إسرائيل علناً وأكدت لنا بشكل خاص أنهم يريدون تحقيق مسار دبلوماسي، هذا ما سنواصل السعي إليه، وفي النهاية، هذا من شأنه أن يجعل العمل العسكري بلا داع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mry4nb9y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"