عادي

برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»

13:10 مساء
قراءة 5 دقائق
نهيان بن مبارك: الدين الإسلامي يحترم الحياة ويحتفي بالحكمة والعلم والمعرفة

أبوظبي - وام
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية وجهود دولة الإمارات في خدمته» الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والذي انطلقت فعالياته أمس الأحد ويستمر يومين في أبوظبي بمشاركة العلماء والمختصين.

برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»


حضر المؤتمر، العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ود. م. خليفة الطنيجي، رئيس مجمع القرآن الكريم في الشارقة، وأصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية.

برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»


وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية: «إننا يسعدنا المشاركة في هذا المؤتمر الذي يتناول بالدراسة والمناقشة بعض جوانب الإعجاز في القرآن الكريم الذي هو كتاب رحمةً وهداية جاء للبشر بمنظومة متكاملة، في الحياة السليمة، منظومة، تستوعب الكون كله، قوامها العلم والعمل والسلوك القويم، منظومة تدعو إلى المحبة، والتعاون، والتسامح، والأخوة الإنسانية».
وأضاف، «أتقدم بعظيم التحية، وفائق الشكر والامتنان إلى راعي المؤتمر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، مقدراً لسموه، إدراكه العميق، لمكانة القرآن الكريم، في قلوب المسلمين، وللدور المرموق، لهذا الكتاب العزيز، الذي يَهدي للتي هي أقوم، في ترشيد حياة الفرد، وإصلاح مسيرة المجتمع، أقدر لسموه كذلك، حرصه القوي، على أن يتحقق للمجتمعات المسلمة، ما يدعو إليه الدين الحنيف، من تراحمٍ وتقدمٍ ونماء، بل وأيضاً، من إعمال العقل والفكر، وتحقيق الإفادة الكاملة، من معطيات التقدم العلمي والتقني في العالم».

برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»


وقال وزير التسامح والتعايش: «إن هذا المؤتمر إنما هو استجابة وطاعة، للأمر الإلهي، بأن نتدبر القرآن العظيم - إننا حين نتدبر القرآن، فإنما نعبر عن رغبة أكيدة، بإذن الله، في أن نكون قادرين، على أن نؤكد، بالقول والفعل، رسالة الإسلام في البناء والتعمير، وفي رفعة الإنسان، وتقدم المجتمعات: هذا الدين السمح، الذي يحترم الحياة، ويحتفي بالحكمة والعلم والمعرفة، ويدعو إلى تمكين الإنسان، وتنمية ملكات الإبداع والتفكير الهادف لديه - إنني أحيي ما تسعون إليه في هذا المؤتمر، من الإسهام في إعداد الإنسان المسلم، للحياة الواثقة، في هذا العصر، ليكون بعون الله، واعياً بدينه، يتدبر القرآن، بفكرٍ يقظ، واعتزازٍ كبير، يتحرر من الخوف والجهل، ويأخذ بأفضل ما في العالم، من معارف وممارسات، ويسعى بكل جدٍ، إلى الإسهام الإيجابي، في صنع مسيرة التقدم في العالم كله».

برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»


وتابع، «إن قيام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بتنظيم هذا المؤتمر، إنما هو انعكاس صادق وحقيقي، لما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة، من مكانة محورية، في مسيرة الأمة، بل وما تحظى به كذلك، من مكانة خاصة، في قلوب المسلمين جميعاً، وبخاصة مكانة مؤسسها العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تلك المكانة، التي تتجسد فيما تمتلكه الدولة، من ثقافة واسعة، وخبرة عميقة، والتزامٍ قوي، بتعاليم وتاريخ الإسلام الزاهر، بما يؤهلها وعن جدارة، أن تكون مركزاً طبيعياً، للمرجعية الإسلامية المستنيرة، في هذا العصر».
وأضاف، «إنني لعلى ثقة كاملة، في أنكم في مناقشاتكم، سوف تؤكدون بكل قوة، أن النعمة الكبرى للقرآن الكريم، هي نعمة النظر والتدبر، وأن الآيات الكونية في هذا الكتاب العزيز، والتي تتحدث عن السماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم، والجبال والسهول، والبحار والأنهار، والرياح والسحاب، والنبات والحيوان والجماد، وخَلْق الإنسان وكافة الدواب والمخلوقات، إنما هي دعوة للاكتشاف، والبحث عن الحكمة والمعرفة، ودراسة العلوم والتقنيات، والأخذ بأسباب التقدم والنماء، في كافة المجالات».
من جانبه قال الدكتور عمر الدرعي، إن القرآن الكريم هو قلب العلوم، وتنهل منه الأنظار والفهوم، فهو البحر المحيط، الحاوي لألوان من الجواهر والنفائس والدرر، إشاراته عباراتٌ، وعباراته معلماتٌ ومدوناتٌ، وهذا المؤتمر إنما هو جولةٌ ولقاءٌ على ساحله، وركوبٌ للجته، لالتقاط بعض من تلك اللآلئ والأعلاق النفيسة، نجتني أطايبه، ونقتطف ثماره، ونغوص في أعماقه؛ لنظفر بقبس من مقاصده وقيمه، ونهتدى بآياته المتلوة والمنظورة: {كتابٌ ‌أنزلناه ‌إليك ‌مباركٌ ‌ليدبروا ‌آياته وليتذكر أولو الألباب} عملا بوصية سيدنا عمر بن الخطاب لحبر وترجمان القرآن: عبد الله بن عباس رضي الله عنهم عندما قال له: «غص يا غواص».
وأضاف، «جاء هذا المؤتمر في أشرف ما نخص به كتاب ربنا من زمان، وهو شهر القرآن، وبين أهله من العلماء الكرام، تدارسا ومنحا، نقتدي فيه بمن سبقنا ممن برعوا في علوم القرآن وأبدعوا، وتفننوا في التصنيف في تفسيره وأتقنوا، وأحكموا هذه الصنعة، وأسسوا علوما وفنونا خادمة لهذا الكتاب، وضربوا ‌في كل عصر ومصر في ذلك ‌بسهم ‌وافر، فهو منهلٌ للعالمين».
وبدأت أولى جلسات المؤتمر بمحور «القرآن الكريم رافد من روافد القيم الإنسانية»، وكانت الكلمة الافتتاحية لسعادة محمد سعيد النيادي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
من ناحيته تناول الدكتور إدريس الفاسي الفهري من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله- في المداخلة الأولى «عناصر القيم الإنسانية في القرآن الكريم والوسائل المنهجية في التكوين الحضاري»و لخصها في خمسة عناصر الأول مفهوم القيم في القرآن الكريم والتي قال إنها تجتمع في كلمة «المعروف»، والعنصر الثاني إنسانية القيم في القرآن الكريم والثالث الإرث الإنساني للقيم في القرآن الكريم.
أما المداخلة الثانية «الكليات الكبرى والمقاصد العليا للقرآن الكريم والمشترك الإنساني مقاربة حضارية» قدمها الأستاذ الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - في جامعة الشارقة، قال فيها إن دين الإسلام ناطق في جملة غير يسيرة من نصوصه وموارده بقيم التعارف بين الأمم.
وتحدث في المداخلة الثالثة الدكتور راميل أنس عزت اللين، رئيس قسم العلوم الدينية والإنسانية في أكاديمية بلغار الإسلامية عن عنوان «أخلاقيات العصر خلال توجيهات القرآن الكريم مقاربات منهجية»، قائلا: «ترك القرآن الكريم بصمات التأثير القوية على المجتمع البشري على مر العصور، والدراسة الحقيقية للأخلاق لن تتم وتكمل؛ إذا غضت الطرف عن الدستور الأخلاقي في القرآن الكريم، وكثير من الأخلاق التي جاء بها القرآن الكريم؛ نجد أن كثيرا من المناهج الفكرية الحديثة للأخلاق قد أكدت عليها».
وأثرى المداخلة الرابعة «مناهج تفكيك الخطابات المتطرفة التي توظف القرآن الكريم» بالحديث سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، قال فيها يمثل الخطاب القرآني بأنه نص متكامل متواشج يحمل في نصوصه النظم الأخلاقية والتشريعات السمحة والقيم الإنسانية التي جاءت لتحقق المقاصد السامية في حفظ الأوطان والإنسان ويعبر القرآن الكريم عن رؤية كونية للعالم أعطت معنى جديدا للنظر في العالم بموجوداته.وقدم الدكتور نوح سوادوغو، مؤسس منظمة الإغاثة الإنسانية ومؤسسة فوزابا في العاصمة واغادوغو، المداخلة الخامسة «التفسير القيمي للقرآن الكريم المناهج والخصائص» متناولا بيان المقصود بالتفسير القيمي للقرآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycytac35

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"