عادي

استكمال الأنشطة التنقيبية بجزيرة السينية في أم القيوين

18:02 مساء
قراءة دقيقتين

شرعت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، في استكمال أنشطتها التنقيبية في موقع جزيرة السينية للموسم الرابع على التوالي، بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والدوليين، حيث شملت أعمال التنقيب كلاً من موقعي دير السينية، ومدينة صيد اللؤلؤ، للوصول إلى فهم أعمق للتاريخ الثقافي والأثري لهذه المواقع والمساهمة في صون هوية المنطقة.

وقالت رانيا حسين قنومة، القائم بأعمال مدير إدارة الآثار والتراث بالدائرة: «استمرت الأعمال في هذا الموسم 9 أسابيع، بدأت منذ شهر يناير حتى شهر مارس الماضي في الموقعين، تم خلالها اكتشاف عدد كبير من المنازل الحجرية المتجمعة حول أزقة ضيقة، ما يوضح أنّ الجزيرة حظيت بتاريخ معماري أصيل على مر حقب زمنية مختلفة».

وأكّدت حرص الدائرة على استمرار أعمال التنقيب الأثري لفهم المقومات الحضارية الأصيلة في الجزيرة بشكل أكبر إلى جانب استمرار عملية حفظ وصيانة هذه المباني الأثرية لضمان استدامتها.

وأوضح د.ميكيلي ديجلي إسبوستي، رئيس البعثة الإيطالية بأم القيوين، وباحث في الأكاديمية البولندية للعلوم، أنّ هناك تسلسلاً زمنياً لمدينة صيد اللؤلؤ مبنيّاً على اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع، ففي العام الماضي 2023 تم الحفر في المنطقة الشّمالية من المستوطنة وعُثر فيها على العديد من الأواني الفخارية التي يعود تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، أما في العام الحالي 2024 فقد تم الحفر في المنطقة الجنوبية، ويرجح أنّه قد يعود تاريخها إلى القرن الرابع، ومع استمرار أعمال الحفر والبحث في الموقع تشير النتائج إلى رجوع التاريخ الزمني للمدينة إلى وقت أقدم.

وكشف البروفيسور ربورت هويلاند، من معهد دراسة العالم القديم في جامعة نيويورك عن العثور على العديد من الجرار الكبيرة في الموقع والمستوردة من بلاد ما بين النهرين، حيث كانت هناك جرتان تحملان أحرفاً آرامية شاع استخدامها من القرن الأول حتى القرن الرابع الميلادي.

وأظهرت الدلائل التاريخية أنّ مدينة صيد اللؤلؤ كانت نقطة جاذبة للسكان آنذاك من بعد موقع الدور الأثري باعتبارها المدينة الرائدة والمزدهرة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، وجذبت المدينة مجموعة من الرهبان عرفوا بالرهبان النسطوريين، حيث قاموا بإنشاء دير مسيحي في وقت ما بين نهاية القرن السادس الميلادي وبداية القرن السابع الميلادي.

وقال البروفيسور تيموثي باور من جامعة الإمارات: إنّ علماء الآثار يعتقدون بأنّ أهالي مدينة صيد اللؤلؤ بجزيرة السينية رحلوا عن الجزيرة في القرن السادس أو السابع الميلادي، وبعد ذلك، برزت «جلفار» في رأس الخيمة كمدينة رئيسية على الساحل الخليجي للإمارات.

ويثبت موقع دير السينية الذي اكتشفه فريق الدائرة أنّ الجزيرة كانت ملتقى للحضارات ونقطة تواصل عالمية، ويحمل موقع مدينة صيد اللؤلؤ ثروة أثرية لا تقدر بثمن في بعدها التاريخي والاقتصادي.

وتولي الدائرة اهتماماً كبيراً لتنفيذ الاستراتيجيات والأنشطة المرتبطة بالآثار، للحفاظ على التراث التاريخي للإمارة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواقع واللقى الأثرية. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"