القيادة الأنثوية في عالم الحيوانات

الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
وسط العالم الطبيعي للحيوانات تشكل الديناميكية بين الجنسين محوراً مثيراً للاهتمام، إذ تظهر بعض الأنواع نمطاً مختلفاً في القيادة والتحكم، بينما تعتبر القيادة من السمات التي في الأغلب ما يتم ربطها بالذكور في المجتمعات الحيوانية، ولكن تظهر في بعض الحالات التي تتحكم فيها الإناث بشكل بارز، ما يعكس هذا التوجه تنوعاً وتكيفاً يثير الاهتمام في استراتيجيات البقاء على قيد الحياة وتنظيم المجتمعات داخل العالم الطبيعي.

• أفيال السافانا الإفريقية

أكبر أنواع الفيلة وأكبر حيوان بري على وجه الأرض، تجول هذه الأفيال عبر إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في وحدات عائلية تتكون من نحو 10 إناث وصغارها، وتشكل في بعض الأحيان عشائر تضم مئات الأفيال بقيادة الأم الأكبر سناً والأكثر خبرة، وتقوم هذه الأم باتخاذ القرارات المتعلقة باتجاه القطيع، والتعامل مع خطر التهديدات، وتوجيه الأفيال إلى الطعام والماء، إذ تحتاج الفيلة إلى نحو 140 كيلوجراماً من النباتات وما يصل إلى 190 لتراً من الماء يومياً.

• الضباع المرقطة

حيوان اجتماعي وذكي يعيش في عشائر تقودها الإناث، تتراوح أعدادها بين 6 إلى 90 ضبعاً، وفي الاغلب تكون الإناث أكثر عدوانية من الذكور وتتمتع بدعم اجتماعي أكبر، ما يمنحها هيمنة في التفاعلات بين الجنسين، في حين يترك الذكور عشيرتهم الأصلية عند بلوغهم، ما يجعل روابطهم الاجتماعية أضعف في العشائر الجديدة مقارنة بالإناث التي نشأت معاً.

• الحيتان القاتلة

من أكبر المفترسات في المحيط وتعيش في مجتمعات أمومية تتكون من أنثى وصغارها، وتتراوح أعداد المجموعة إلى أكثر من 20 فرداً، وتقوم الأمهات برعاية صغارها حتى مرحلة البلوغ، كما تقوم بتوجيههم إلى الطعام وتعليمهم مهارات البقاء، قد تنضم مجموعات صغيرة معاً للصيد أو التزاوج، لكنها تعود دائماً إلى مجموعاتها الأصلية.
الليمور
ذو الذيل الحلقي (Lemur catta) يعيش في مجموعات اجتماعية مختلطة تصل إلى 25 فرداً، تهيمن الإناث على الذكور في تلك المجموعات لأنها تحتاج إلى الأولوية في الطعام للتكاثر بنجاح، إذ تتصرف الإناث بعدوانية في التنافس على الطعام، في حين يكون الذكور أكثر خضوعاً مفضلين تجنب الصراع مع الإناث لتحسين فرصهم في التكاثر.