يقول الكاتب الإماراتي عمر العامري: «نظراً لكوني قاصاً وروائياً، وأيضاً مستشاراً ومدرباً في المهارات الناعمة وجودة الحياة، فأنا مهتم كثيراً بهذا الجانب، وأهتم بالتخطيط الواعي وضرورة وضع البرامج اللازمة لتطوير المهارات الفردية»؛ وانطلاقاً من هذا الفهم، ولكون القراءة أداة من أدوات التواصل والخطاب، فهي تتصدر اهتمامات عمر العامري، ما يعني أنها تحتاج بالضرورة إلى وضع البرامج اللازمة التي تتيح، كما يؤكد العامري له ممارسة هواياته في القراءة، إضافة إلى ممارسة الكتابة، وتخصيص وقت لتطوير معارفه ومهاراته في مجال عمله، والذي أيضاً يتطلب تخصيص جزء لمجموعة من القراءات المتخصصة في هذا المجال.
يعتبر العامري الكتب مفتاح السعادة، ويتحدث عن أبرز الأعمال التي يقرؤها في موسم الصيف لهذا العام، ومنها: «نصر لا لزوم له» للكاتب الروسي المعروف أنطون تشيخوف (1860 - 1904)، هذه القصة التي نشرت أول مرة في مجلة «المنبّه» عام 1882، مسلسلة في عشرة أعداد، بإمضاء: تشيخونته، وهو الاسم المستعار الأكثر شهرة بين الأسماء التي كان تشيخوف ينتحلها في أعماله المبكرة، وتشيخوف كما يعلم القراء اشتهر بكتابة القصة القصيرة، كما برع كذلك في كتابة القصة الطويلة والمسرحية، ومارس العديد من فنون الكتابة الإبداعية، تبرز «نصر لا لزوم له» الصراعات الفردية والأهواء المتصادمة والنزاعات بين الطبقات الغنية والفقيرة، وكانت بحق من القصص الناجحة على مستوى حبكتها وأحداثها الواقعية والمثيرة.
*آب القادم
وفي جعبة العامري أيضاً رواية «موعدنا آب القادم» لغابرييل غارثيا ماركيز، وهي بمنزلة قصة حب رائعة، بطلتها (آنا مجدلينا)؛ وهي امرأة في منتصف حياتها، تعيش حياة مملوءة بالفرح، وميزة هذا العمل، تكمن في قدرته على تحليل شخصية البطلة، من خلال تقديم فهم عميق لشخصيتها المركبة، كما أن الرواية تبحر في مجالات الحرية والهوية والتغيير بأسلوب فني آسر ومثير، ومجدلينا في الرواية كانت تعيش مرحلة منتصف العمر، وكانت تعيش حياة زوجية مملوءة بالسعادة منذ 27 عاماً، لكنها كانت حين حلول شهر آب/أغسطس من كل عام، تسافر لزيارة قبر والدتها على جزيرة، وهناك تتحول إلى شخصية أخرى غير معهودة، ففي السادس عشر من هذا الشهر، كانت تواظب على ركوب العبارة إلى حيث دفنت والدتها في جزيرة بعيدة، وتقوم بوضع باقة من الزنابق على قبرها، وتمضي ليلتها في فندق السيناتور، ثم تعود في اليوم التالي إلى منزلها وعائلتها. لكن، في شهر أغسطس الذي كانت (ماجدلينا) قد بلغت فيه الـ46 من عمرها حدث تغير طارئ، بعد لقائها رجلاً شعرت بالميل تجاهه، وظلت مهووسة بهذا اللقاء. وفي السنة التالية، لم تعثر على هذا الرجل، إلا أنها بدأت مرحلة جديدة في حياتها بحثاً عن مغامرة أخرى، وهكذا في كل أغسطس، كانت تعيش مغامرة جديدة، وقد استطاع غابرييل غارثيا بأسلوبه الواقعي الساحر أن يحلّق مع القارئ خلال أمسيات متتالية في الجزيرة، حيث المناطق النائية، مكتشفاً من خلال ذلك رغبات ومخاوف مجدلينا، متأملاً في عمق في الحرية والندم.
*تطوير الذات
وفي مجال تطوير الذات، يقرأ العامري واحدة من الأعمال المميزة للكاتبة وعالمة النفس الأمريكية باربرا دي أنجليس، وهي بعنوان «شغف» الذي ألفته كما تقول في مقدمة الكتاب: «كتقدمة لشغفي للعمل الذي وجدت نفسي أقوم به، وكدعوة لذلك الجزء منكم، الذي یعرف أنكم مستعدون للشعور أكثر، والعیش أكثر، والحب أكثر، والاستمتاع أكثر». وفي هذا العمل تطرح باربرا رؤيتها حول أسرار السعادة أو صنع السعادة.
*طقوس
بالنسبة لطقوس القراءة والكتابة، يرى عمر العامري أنها تتمثل في البحث عن مكان هادئ، لا يمكن مقاطعته فيه، كما يحرص على أن يترك هاتفه بعيداً عنه، وفي وضع السكون، خلال الوقت الذي يخصصه للقراءة أو الكتابة، وهو يقول: «أنا على نحو خاص أفضل القراءة في أول الصباح، وفي فترة المساء قبل النوم».
وفي ختام حديثه، يرشح عمر العامري واحداً من أعماله الروائية وهي بعنوان «آسف لا تكفي» التي صدرت في هذا العام، والتي تتناول فكرة الاعتذار، وهل يمكن أن يمحو الاعتذار آثار أخطائنا، ويضيف العامري أن السبب في اختياره لهذا الترشيح كما يقول: «لأننا بوجه عام لا نتقن فن الاعتذار، ولا ندرك في كثير من الأحيان ما قد يحدث خلال الفترة التي يُرتكب فيها الخطأ ولحظة الاعتذار».
عادي
صيفنا قراءة
عمر العامري: القراءة مفتاح الحرية والسعادة
22 أغسطس 2024
14:51 مساء
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/mr2w4f8v