إعداد: هشام مدخنة
خسرت أكبر 50 شركة عالمية «رابحة» من جائحة كورونا حوالي 1.5 تريليون دولار من القيمة السوقية المجمعة، منذ نهاية عام 2020، حيث أدار المستثمرون ظهورهم للعديد من الأسهم، التي ارتفعت بشكل صاروخي خلال عمليات الإغلاق المبكرة.
تأتي هذه الخسائر في الوقت الذي أثبت فيه التسارع الحاد للاتجاهات آنذاك، مثل مؤتمرات الفيديو، والتسوق عبر الإنترنت، أنه أقل ديمومة من المتوقع، فضلاً عن عودة المزيد من الموظفين إلى مكاتبهم مرة أخرى، وارتفاع أسعار الفائدة وتكاليف المعيشة، وتأثير ذلك على التجارة الإلكترونية.
صدارة تقنية
واستناداً لبيانات «فايننشال تايمز» و«بلومبيرغ»، هيمنت مجموعات التكنولوجيا، التي حققت أكبر نسبة في المكاسب قبل أربعة أعوام، على قائمة الشركات الخمسين التي نزفت بعد الوباء.
وكانت منصة مؤتمرات الفيديو «زووم»، التي نمت بأكثر من 765%، عام 2020 مع تحول الشركات إلى العمل عن بعد، واحدة من أكبر الشركات الخاسرة، إثر تضاؤل شهية المستهلكين وانتهاء عمليات الإغلاق، ما أدى إلى تراجع السهم بنحو 80%، أي ما يعادل انخفاضاً يفوق الـ 77 مليار دولار في القيمة السوقية، منذ نهاية ذلك العام.
ورغم ارتفاعها بنحو 134%، خلال طفرة العمل عن بعد قبل أربعة أعوام، انزلقت قيمة شركة الاتصالات المعتمدة على السحابة «رينغ سينترال» بنحو 92%، حيث تتنافس اليوم مع عمالقة التكنولوجيا مثل «ألفابت» و«مايكروسوفت».
وكانت شركة تصنيع الدراجات الرياضية، «بيلوتون»، هي الخاسر الكبير الآخر، حيث انخفضت أسهمها بأكثر من 97% منذ نهاية عام 2020، أي ما يعادل حوالي 43 مليار دولار من خسارة القيمة السوقية. كما أعلنت الشركة مؤخراً عزمها تخفيض 15% من قوتها العاملة، وهو الأحدث في سلسلة من إجراءات توفير التكاليف.
كما عانت مجموعات التجارة الإلكترونية «شوبيفاي»، و«جيه دي.كوم»، و«شيواي»، والتي ازدهرت في البداية مع تضخم الإنفاق عبر الإنترنت، خسائر كبيرة هي الأخرى.
الرابح الخاسر
ومن حيث النسبة المئوية، كانت «تيسلا» الرابح الأكبر في 2020، حيث قفزت القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 787% إلى 669 مليار دولار، بحلول نهاية كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام، لكنها بدأت مسلسل التراجع لتبلغ اليوم نحو 557 مليار دولار.
وجاءت مجموعة التكنولوجيا السنغافورية «سي غروب»، في المرتبة الثانية، من حيث الربحية في زمن كورونا، مع قفزة في قيمتها السوقية من 19 مليار دولار إلى 102 مليار، متأثرة بالطفرة الوبائية لجميع أعمالها الأساسية من الألعاب والتجارة الإلكترونية مروراً بالمدفوعات الرقمية. لكن منذ ذلك الوقت، فقدت الشركة أكثر من 60% من القيمة، وسط مخاوف من تباطؤ النمو.
طفرة اللقاح
في غضون ذلك، عززت آمال اللقاحات والعلاجات الطبية الطلب على أسهم مجموعات أدوية مثل «موديرنا»، و«فايزر»، و«أسترازينيكا» في 2020، بالإضافة إلى الشركات الصينية الأقل شهرة، بما في ذلك «ووشي بيولوجيكس»، و«تشونغتشينغ زهيفي»، و«علي بابا هيلث إنفورميشن».
ومع ذلك، انعكست مكاسب العديد منهم في عصر الوباء، حيث أصبح المستثمرون قلقين بشأن ضبابية الطلب على الجرعات. وبالنتيجة، محت شركة «فايزر» الآن مكاسبها بالكامل، والتي جنتها بين عامي 2020 و2021، على الرغم من مشاركتها في تطوير لقاح يستخدم على نطاق واسع، جنباً إلى جنب مع شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية «بيونتيك».
الرابحون السبعة
ومن بين أكبر 50 شركة رابحة، عام 2020، عانت بعد ذلك ألم تراجع سهمها، عززت سبع شركات فقط قيمتها السوقية مع تلاشي اتجاهات الإغلاق. وهي شركة صناعة السيارات الصينية «بي واي دي» والتي نمت 13.7%، ومجموعة الأمن السيبراني «كراودسترايك»(+64.9%)، وشركتا البرمجيات «ذا تريد ديسك»، و«داتادوغ»، بنمو (18.7% و40.6%) على التوالي. وشركة الاتصالات الأمريكية «تي موبايل» بنمو 13.74% في القيمة، بالإضافة إلى شركة التكنولوجيا الصينية «CATL» (+ 0.8%)»، ومنصة التسوق الالكتروني في أمريكا اللاتينية «ميركادو لايبري» (+0.6%).
ومع ذلك، هناك شركات أخرى خارج قائمة الـ 50، حققت مكاسب خلال الوباء، وواصل سهمها تقديم أفضل المستويات بعده، أمثال عمالقة التكنولوجيا «إنفيديا» و«أماوزن»، اللتين احتلتا المركز الـ 54 والـ 100 على التوالي، في قائمة أفضل الشركات أداءً لعام 2020. حيث أضافت الأولى أكثر من 1.9 تريليون دولار من القيمة السوقية منذ نهاية ذلك العام حتى الآن، بفضل طفرة الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. فيما قفزت الثانية من 1.6 تريليون دولار إلى 1.9 تريليون اليوم.