حسم إماراتي لا يقبل التأويل

01:45 صباحا
قراءة دقيقتين
2

«الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية».. بهذه الكلمات الصريحة والمباشرة والحازمة، حسم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الكثير من الجدل، وأكد موقفاً إماراتياً واضحاً لا يقبل التأويل حول ضرورة قيام الدولة الفلسطينية باعتبارها الهدف الأسمى ومعيار الاستقرار والسلام في المنطقة، كما رد على بعض المزايدات التي تحاول بعض الأطراف ترويجها لما بات يسمى باليوم التالي للحرب العدوانية على غزة.
«اليوم التالي» بالنسبة إلى الإمارات يجب أن يفضي إلى مسار محدد يستوجب إنهاء الاحتلال والحصار على غزة، وإنهاء الاستيطان وسياسات الهدم والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية في القدس المحتلة ودرتها المسجد الأقصى المبارك، والتزام إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به.
هذه الشروط التي تتبناها الإمارات، يجمع عليها المجتمع الدولي وتؤكدها قرارات الأمم المتحدة التي طالبت، غير مرة، باعتماد خريطة طريق واضحة الملامح على أساس حل الدولتين، الذي يسمح للشعب الفلسطيني بأن يستعيد حقوقه كاملة، وللمنطقة بأن تنعم بالاستقرار والأمن الذي تأمله الأجيال منذ عقود، وتعتبره حلماً مشروعاً لا بد أن يتحقق.
نصرة الشعب الفلسطيني تتطلب مواقف جادة وصريحة، وما أعلنه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، يعكس موقفاً إماراتياً في غاية الوضوح والاختصار، ويجدد الموقف الثابت والتاريخي، ويؤكد أن الإمارات ستبقى سنداً للشعب الفلسطيني حتى يقرر مصيره بإرادته الحرة وبفعل تضحيات أبنائه وصبرهم على مدى العقود الماضية.
ستظل فلسطين في قلب الإمارات، والإمارات في قلب فلسطين، وفي قلب غزة، حيث تمد أذرعها الإنسانية للمساعدة والغوث إلى الأشقاء وتمدهم بأسباب الحياة، لكن الإمارات لا تساوم في هذه المواقف، وتريد انتهاء هذا العدوان فوراً وبأسرع وقت، ومن دون تلاعب من الطرف الآخر، فإنهاء الحرب ضرورة لإنهاء الكارثة الإنسانية، والحديث عن «اليوم التالي»، يجب أن يكون واضح المعالم ولا يختص بمستقبل غزة فحسب بل بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لا أن يخدم مشروع الاحتلال وأهدافه على حساب شعب محتل يتعرض لكل أشكال الإبادة، وآن أوان حريته واستقلاله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wr7h2x6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"