عادي
تعزيز التعاون والشراكات هدفها الأساسي

المستقبل.. عنوان زيارة محمد بن زايد إلى أمريكا

01:03 صباحا
قراءة 5 دقائق
محمد بن زايد يتلقى رسالة من أمير قطر للمشاركة في قمة حوار التعاون الآسيوي

يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يوم الاثنين زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن زيارة صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية عنوانها المستقبل وهدفها الأساسي تعزيز العلاقات والتعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية.
وقال عبر «إكس»: «يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، الاثنين، زيارة تاريخية مهمة الي الولايات المتحدة الأمريكية، زيارة عنوانها المستقبل وهدفها الأساسي تعزيز العلاقات والتعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية».
وأضاف: «الإمارات عقدت العزم على أن تكون شريكاً فاعلاً في التطور التكنولوجي العالمي».
بهذه الزيارة، سيكون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أول رئيس لدولة الإمارات يجري زيارة رسمية إلى البيت الأبيض، حيث سيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، إضافة إلى عدد من القادة البارزين في الكونغرس الأمريكي. 
وهذه الزيارة تعتبر خطوة غير مسبوقة، وتجسد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تطورت على مدى عقود.
وتعكس زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة العلاقة القوية والمتنامية بين البلدين في عدة مجالات رئيسية تشمل السياسة، والأمن، والاقتصاد، والطاقة، والتكنولوجيا، والفضاء. 
ومنذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، شهدت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة تطوراً متسارعاً، وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث عززت الشراكات الاستراتيجية الثنائية في مجالات متعددة. وقد أسهمت العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين، إلى جانب التعاون الوثيق في القضايا الإقليمية والدولية، في بناء شراكة استراتيجية متينة أصبحت نموذجاً في التعاون الدولي.
تطور العلاقات 
وتعود العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة إلى فترة ما قبل قيام دولة الإمارات، حيث كانت هناك اتصالات تجارية ودبلوماسية مع إمارة أبوظبي والإمارات الأخرى. 
ومع إعلان قيام الاتحاد في عام 1971، أصبحت الإمارات شريكاً مهماً للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. 
وفي البداية، ركز التعاون بين البلدين على مجالات النفط والطاقة، حيث تُعد الإمارات أحد أبرز منتجي النفط في العالم. 
ومع مرور الوقت، توسع نطاق التعاون ليشمل مجالات عديدة أخرى، منها الدفاع، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والفضاء.
وتعتبر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والإمارات من أبرز الركائز التي تقوم عليها الشراكة بين البلدين. 
ووفقاً لوزارة التجارة الأمريكية، بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والإمارات في عام 2023 ما يزيد على 31.4 مليار دولار. ومن هذا المبلغ، بلغت الصادرات الأمريكية إلى الإمارات وحدها 24.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 19% مقارنة بعام 2022. 
وتعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للسنة الخامسة عشرة على التوالي. كما تسهم الصادرات الأمريكية إلى الإمارات في دعم أكثر من 125,000 وظيفة في الولايات المتحدة، ما يعزز أهمية هذه العلاقة الاقتصادية.


مستثمر رئيسي
إلى جانب التجارة، تُعد الإمارات مستثمراً رئيسياً في الاقتصاد الأمريكي. وتشير التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة يتجاوز مئات المليارات من الدولارات، وتعتبر شركة «مبادلة للاستثمار» من أبرز المستثمرين الإماراتيين في الولايات المتحدة، حيث استثمرت أكثر من 100 مليار دولار في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا والعقارات والطاقة.
وعلى سبيل المثال، قامت «مبادلة» باستثمار كبير في شركة «جلوبال فاوندريز» الأمريكية المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات، وهو قطاع استراتيجي يرتبط بالأمن القومي الأمريكي والتقدم التكنولوجي.
وإضافة إلى ذلك، يستثمر جهاز أبوظبي للاستثمار، وهو أكبر صندوق سيادي في الإمارات، نحو 45-60% من محفظته المالية المقدرة بحوالي تريليون دولار في الأسواق الأمريكية. وهذا يبرز الأهمية الكبيرة التي توليها الإمارات للاستثمار في الاقتصاد الأمريكي، ليس فقط كجزء من استراتيجيتها لتنويع استثماراتها، ولكن أيضاً كوسيلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أكبر اقتصاد في العالم.
مجالات التعاون المستقبلية
وتشمل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة الكثير من الموضوعات التي تعكس مجالات التعاون المستقبلية بين البلدين، ومن أبرز تلك المجالات قطاع الطاقة، حيث لطالما كان هناك تعاون طويل الأمد بين البلدين في هذا المجال. وقد بدأت شركات أمريكية مثل «إكسون موبيل» و«أوكسيدنتال بتروليوم» في تعزيز قدرات الإمارات كمنتج رئيسي للنفط والغاز. 
كما ساهمت شركات أخرى مثل «ويستنجهاوس» في دعم البرنامج النووي السلمي الإماراتي بموجب الاتفاقية الأمريكية الإماراتية للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.
وفي السنوات الأخيرة، ومع التحول نحو الطاقة المتجددة، كان هناك تعاون كبير بين الإمارات والولايات المتحدة في هذا المجال. 
فالإمارات، عبر شركة «مصدر» للطاقة المتجددة، استثمرت في مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية والرياح في ولايات مثل تكساس وكاليفورنيا. 
وفي إطار الشراكة الثنائية لتسريع نشر الطاقة النظيفة، تم إطلاق عدد من المشروعات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة على المستوى العالمي.
الرعاية الصحية 
كما يعتبر قطاع الرعاية الصحية هو مجال آخر يعكس عمق التعاون بين البلدين. ومنذ افتتاح مستشفى الواحة (المعروف الآن بمستشفى كند) في العين من قبل أطباء أمريكيين في عام 1960، لعبت الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في تطوير النظام الصحي الإماراتي. 
ويمثل «كليفلاند كلينك أبوظبي» واحداً من أبرز الأمثلة على التعاون الصحي بين البلدين، حيث يقدم خدمات طبية عالمية المستوى لسكان الإمارات. وتستمر الشراكات الصحية في التطور، حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقيات بين شركة «بيور هيلث» الإماراتية ومستشفى «سينسيناتي للأطفال» لإنشاء مركز متخصص في رعاية الأطفال في أبوظبي.
التطلعات المستقبلية
تعتبر زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى البيت الأبيض فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات. ومن المتوقع أن يناقش رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس جو بايدن توسيع الشراكات في مجالات التكنولوجيا والفضاء والدفاع والطاقة. 
كما سيتطرقان إلى عدد من القضايا الجيوسياسية المهمة، بما في ذلك الأوضاع في غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقات مع الصين والهند.
وتشير هذه الزيارة إلى مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، حيث يسعى الطرفان إلى تعزيز الشراكات في مجالات جديدة، مع التركيز على الابتكار والتطور التكنولوجي.
التكنولوجيا الرقمية
تعد التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي من أهم المجالات التي تعززت فيها العلاقات الثنائية، إذ قامت شركة «مايكروسوفت» باستثمار بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة «G42» الإماراتية المتخصصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما أن شركات أمريكية أخرى مثل «إنفيديا» و«سيريبراس» قد أبرمت اتفاقيات شراكة مع شركات إماراتية لتطوير حلول متقدمة في مجال الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
وفي مجال الفضاء، حققت الإمارات تقدماً كبيراً بالتعاون مع الولايات المتحدة. ويبرز «مركز محمد بن راشد للفضاء» كمثال على هذا التعاون، حيث نجحت الإمارات في إطلاق «مسبار الأمل» بالتعاون مع «ناسا» وعدد من الجامعات الأمريكية. كما تم تدريب رواد الفضاء الإماراتيين في منشآت «ناسا»، ويعمل الطرفان حالياً على تطوير عدد من المشروعات الفضائية، بما في ذلك مهمة الإمارات إلى حزام الكويكبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xpfx2ez

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"