القاهرة: أحمد إبراهيم
شيع اليوم الفنان المصري حسن يوسف، من مسجد الشرطة بالقاهرة، ودفن في مقابر طريق الواحات بمنطقة السادس من أكتوبر.
ورحل الفنان الكبير، الملقب بـ «الولد الشقي» في السينما، الثلاثاء، عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد فترة عصيبة قضاها في أيامه الأخيرة، بسبب حالة من الحزن والزهد عقب رحيل عبدالله، أصغر أبنائه غرقاً في يوليو 2023 في الساحل الشمالي، لتتدهور حالته الصحية والنفسية، واعتزل الفن وتفرغ لأسرته وعباداته، وحاولت زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي، التخفيف عنه بتجميع أبنائهما وأخوته ليخرج الزوج من أحزانه.
وعندما ساءت صحته في أيامه الأخيرة، رفض ورفضت زوجته أن يفارقها ولو للحظات.
وقالت شمس البارودي: «حبيبي كان أكرم وأحن الرجال، راح لحبيبه عبدالله وراح لرب كريم وحنون»، مشيرة إلى أنه في الفترة الأخيرة قرر اعتزال الفن نهائياً، وتفرغ للعبادة وصلة الرحم، بعد رحيل ابنهما، وأنه زهد في كل مباهج الدنيا وتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى.
ولد الفنان الراحل في حي السيدة زينب بالقاهرة في 14 إبريل عام 1934، عشق الفن منذ طفولته، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، في الوقت الذي التحق فيه بكلية التجارة، وتخرج فيهما في عام 1955، وبعدها عمل مشرفاً فنياً في المسرح المدرسي لمنطقة بنها التعليمية، ثم التحق بالعمل في المسرح القومي، حتى اكتشفه الفنان الكبير الراحل حسين رياض، وقدمه للمخرج صلاح أبو سيف وجهاً جديداً في فيلم «أنا حرة» أمام لبنى عبد العزيز وشكري سرحان في عام 1959، وأدى دور ابن عمتها، ليكتب الفيلم انطلاقته السينمائية، ليقدم بعدها عدة أعمال سطع بها نجمه في دنيا الفن، وكانت مرحلة الستينات هي مرحلة توهجه الفني، حيث شارك في عدد كبير من الأفلام، أمام أجمل نجمات السينما المصرية، ربما أهمهن النجمة سعاد حسني.
وتزوج الفنان الراحل خلال هذه الفترة من الفنانة لبلبة، غير أن زواجهما لم يدم طويلاً وانفصلا، ثم تزوج بعدها من الفنانة شمس البارودي في عام 1972، وشاركها التمثيل في عدد من الأفلام، ثم أخرج لها عدداً آخر من أفلامها، منها فيلم «2 على الطريق» عام 1984 مع النجم عادل إمام، وهو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها التمثيل نهائياً.
وقدم الفنان الراحل عدداً كبيراً من الأفلام السينمائية من بينها، «في بيتنا رجل»، «مفيش تفاهم»، «دماء على النيل»، «التلميذة»، «قاضي الغرام»، «شفيقة القبطية»، «سر الغائب»، «الخطايا»، «منتهى الفرح»، «زقاق المدق»، «أم العروسة»، «الحسناء والطلبة»، «الباب المفتوح»، «ثورة البنات»، «المغامرة الكبرى»، «مطلوب أرملة»، «سكون العاصفة»، «خان الخليلي»، «الحياة حلوة»، «إجازة صيف»، «بنت شقية»، «شهر عسل بدون إزعاج».
ومن أبرز أدواره دور عادل في فيلم «نساء الليل» في عام 1973، واعتزل التمثيل عام 1990 وقد كانت آخر أفلامه «الشقيقتان» ثم عاد في عام 2002 إلى الفن مقدماً أهم أعماله التلفزيونية وأكثرها نجاحاً وهو مسلسل «إمام الدعاة» الذي جسد فيه السيرة الذاتية للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومن بعدها اكتفى بالمشاركة في المسلسلات والدراما التلفزيونية وأغلبها الدينية، فقدم «أنوار الحكمة»، «الإمام النسائي»، ثم كانت آخر مشاركاته كضيف شرف في مسلسل «الضاهر» في عام 2019، قبل أن يقرر في العام الماضي اعتزال الفن نهائياً.