عادي

تحولات الشعر في النادي العربي

14:50 مساء
قراءة 3 دقائق
د.بديعة الهاشمي ود. صالح هويدي وعبد الفتاح صبري ومحمد ولد سالم وعمر عبد العزيز.

الشارقة: «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة ندوة بعنوان «نظرة إلى الشعر العربي في راهنه»، وشارك فيها كل من الدكتورة بديعة الهاشمي والدكتور صالح هويدي وعبد الفتاح صبري وأدارها الصحفي محمد ولد محمد سالم، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي.
في تقديمه للأمسية ذكر ولد محمد سالم، أنه منذ أن دخل العرب عصر الحداثة، لم يتوقف الشعر عن الحركية والتطور، وكان هناك دائماً تجاذب بين مختلف الرؤى الفكرية والإبداعية فيه، بين القديم والجديد، والأصيل والمعاصر، وقد خلف ذلك التجاذب في كل فترة تطورات انعكست على النص الشعري العربي فظهرت فيه أنماط شكلية وأسلوبية متعددة، وانطلاقاً من هذه الحقيقة يظل السؤال الراهن في هذا الشعر مطروحاً، فعلى الدارسين بين الفينة والأخرى أن يفحصوا واقعه ويبحثوا عن جديده وتوجهاته، ومن هنا يأتي اهتمام النادي الثقافي العربي بهذا السؤال.
الدكتورة بديعة الهاشمي تحدثت عن (القصيدة العربية المعاصرة.. السمات والحضور)، وطرحت عدة أسئلة حول ماضي وراهن الشعر، ثم قالت: «تنوّع المضامين والموضوعات هو السمة الغالبة للشعر في يومنا الراهن، إذ يحضر شعر المناسبات مع مناسباته التي تستدعيه الوطنيّة منها أو الثقافيّة، وإلى جانبه يظهر الشعر الذي ينضح بالذاتي والتجربة الخاصة، حينما يرغب الشاعر في التعبير عن دواخله ومواقفه ورؤيته الخاصة، منتقداً، متأملاً، متعجباً، ثائراً، مسالماً، متسامحاً، أما على المستوى الفني فإنه من الملاحظ أن الشاعر المعاصر أصبح يستفيد من مدارس الشعر واتجاهاته السابقة، لذا نجد من الشعراء اليوم من يجاري نمط القصيدة الكلاسيكيّة العموديّة ويعارضها، وإن كان ذلك قليلاً. ومنهم من يسير على نهج الشعراء الرومانسيين، في تأملهم وفلسفتهم الخاصة التي تتجه نحو ذات الشاعر والوجدان والطبيعة والإنسان.. وفي الوقت نفسه نجد قصيدة النثر برمزياتها وصورها الكلية ولغتها المكثفة الموحية، تثبّت قواعدها وتفرض وجودها في دواوين ونتاجات الشعراء اليوم».
ثم تحولت إلى المشهد الشعري الإماراتي، فقالت: «على صعيد المشهد الشعري الإماراتي ألاحظ تنوّع الأصوات الشعريّة وتجدّدها وحركيتها.. فهناك الأصوات الرائدة من الجيل الوسيط لا تزال مستمرة وحاضرة بقوة، تجاري المتغيرات وتساهم بقصائدها المتجددة».
مداخلة الدكتور صالح هويدي استهلها بالقول بأن الواقع العربي الراهن بما يشهده من معاناة وتفكك وانشغال بالماديات لا يبعث على الشعر ولا يحفز الشعراء على الانشغال به، فقد ضعف الاهتمام به ولم يعد له ذلك الوهج والحضور الذي كان له في السابق، ومن الأمور التي تؤثر في واقع الشعر وأثرت فيه في العصر الحديث، أن كل جيل ظهر يحاول أن ينسف الجيل الذي سبقه، ويدعي أنه لا يمثل الشعر، وفي مثل هذا الصراع يتوه الجمهور.
وقال هويدي «إن من سمات الشعر في الراهن الاختزال واللغة الشذرية، والحضور البارز للمرأة كموضوع وكمبدعة، كما القصيدة لم تعد متناغمة مع الساكن، فهي في تحول دائم وإن كان ذلك التحول ليس مرئياً في كل الأحيان لكنه يحدث في كل حين».
أما عبد الفتاح صبري فقد خصص مداخلته لراهن الحداثة الشعرية الإماراتية، واستهلها بالسؤال: «لماذا نرفض الحداثة ونتوقف أمام الجديد؟» في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي اخترق كل الأنساق والأنظمة وفتح المستقبل على مصراعيه، فلم يعد شيء ثابتاً ولا ساكناً، فالحداثة واقع لا مناص منه.
ثم عرج صبرى على تاريخ الحركة الشعرية الحديثة في الإمارات التي قال إنها انطلقت في النصف الأول من القرن العشرين مع «شعراء الحيرة» في الشارقة، تمثلوا في شعرهم أساليب الكلاسيكية الجديدة، وعبروا عن قضايا عصرهم، وتبعتهم بعد ذلك حداثة شعرية ثانية في النصف الثاني من القرن نفسه، جمع شعراؤها بين أساليب القصيدة التقليدية وقصيدة التفعيلة، ثم نصل إلى العقدين الأخيرين من القرن العشرين حين بدأت حياة المجتمع تتطور في كل جوانبها واتسع التعليم النظامي فبرز جيل جديد حمل الحداثة الشعرية وتحرر من كل أنماط القصيدة التقليدية، وكتب قصيدة النثر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/svrrarmm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"