الشارقة: الخليج
أكدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن رعاية ذوي الإعاقة وتوفير البيئة السليمة التي تسهّل دمجهم في المجتمع، أولوية ثابتة لدى القيادة الحكيمة للإمارة، فقد استثمر صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، جهوده السخية والموارد المادية اللازمة من أجل استقطاب أحدث سبل التعليم والتطوير الذهني للارتقاء بالخدمات الإنسانية المقدمة لذوي الإعاقة في الإمارة، فمن حق هذه الفئة أن تجد الرعاية اللازمة منذ الصغر، والأساليب التعليمية التي تضمن للفرد حقه في أن يحصل على المعرفة اللازمة التي تمكنه من أن يصبح فرداً منتجاً ونافعاً للمجتمع.
جاء ذلك خلال زيارة سموّها صباح الاثنين الموافق 4 نوفمبر، لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في منطقة البراشي؛ حيث كانت في استقبالها الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومنى عبد الكريم اليافعي مدير عام المدينة، بحضور مديرات إدارات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وعدد من قيادات مؤسسات قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، إضافة إلى مديري ومسؤولي الأقسام والفروع بالمدينة.
وتعقيباً على الزيارة، قالت سموّ الشيخة جواهر القاسمي: «إن زيارتي للمقر الجديد وضعتني أمام إنجاز يفوق عمره الأربعين عاماً، استمر في النمو ليصبح علامة وطنية تخدم ذوي الإعاقة منذ الولادة، وتصقل قدراتهم في بيئة محفزة وإبداعية، تسمح لهم بأن ينشؤوا في مجتمع يفهمهم، ويعينهم على مواجهة التحديات التي تقف في طريقهم. إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإدارتها الفذّة، تقدم اليوم نموذجاً للعمل الإنساني الموجّه إلى ذوي الإعاقة، عبر تبنّي أعلى المعايير وأجود المقاييس العالمية التي تضمن للطلبة المنتسبين تجربة تطويرية متميزة لقدراتهم الذهنية، ومسيرة نمو مستدامة، تذلل العقبات النفسية والذهنية، وترفع ثقة المنتسب بنفسه».
وتفقدت سموّها مباني المدينة ومرافقها المتعددة، حيث اطلعت خلال الزيارة على أهمِّ البرامج التعليمية والعلاجية والتربوية التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلابها من ذوي الإعاقة والتحديات الذهنية التي تمت دراستها وتطبيقها لتتلاءم مع أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم العلاجي للأطفال، كما اطلعت سموّها على منتجات مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة، والمتمثلة في العلامات التجارية «تكوين» و«دانات» و«الخزف» و«عتيق» و«فن الدرزة» و«زولية»، معبرة عن إعجابها الكبير بهذه المنتجات التي تؤكد قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الإبداع والتميز في مختلف المجالات.
وقامت سموّها بزيارة فصول مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، التي تأسست عام 1984 مع بداية عمل المدينة، وهي تعدّ أول مدرسة للإعاقة الذهنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطور عمل المدرسة طوال السنوات الماضية من خلال تقديم الخدمة اللائقة والمناسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والإعاقات المتعددة وذوي اضطراب طيف التوحد حسب أحدث الأساليب والوسائل المتوفرة. كما زارت سموّها فصول مركز الشارقة للتوحد، وهي أول خدمة متخصصة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، التي أدخلتها المدينة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في العام الدراسي 1994-1995، عبر إنشاء قسم ملحق بمعهد التنمية الفكرية، الذي يُعرف اليوم باسم مدرسة الوفاء لتنمية القدرات. بينما تأسس مركز الشارقة للتوحد، الذي افتتح عام 2002 ليصبح أول مركز إماراتي متخصص يقدم خدمات تربوية وعلاجية اختصاصية مناسبـة للطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم. واطلعت سموّها على مبنى الإدارة والمرافق الحيوية المجهزة لاحتواء الأشخاص ذوي الإعاقة ولتسهيل مرحلة تعليمهم وقيامهم بأنشطتهم اليومية. وقد تحدثت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة إلى الطلبة المنتسبين إلى الشارقة للخدمات الإنسانية، واطلعت على عدد من الدروس والأنشطة التفاعلية التي تقدمها المدينة.
من جانبها أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أهمية هذه الزيارة؛ قائلة: «تأتي هذه الزيارة المهمة انطلاقاً من دعم سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الدائم والمستمر للأشخاص من ذوي الإعاقة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الدعم الكبير لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بصفته الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. فسموّه كان ولا يزال بفكرهِ النَّيِّر وتوجيهاته الحكيمة، يضع الإنسان أولاً عند اتخاذ القرار، لذلك جاء تصميم مباني المقر الجديد لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تلبيةً لمتطلبات الأطفال من ذوي الإعاقة والتحديات الذهنية لتسهيل دمجهم في المجتمع عبر تقنيات تعليمية محددة، وذلك بلا شك هو مصدر فخرنا واعتزازنا كجهة تدير مدينة متكاملة ذات أهداف مجتمعية نبيلة».
وثمّنت حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة وقرينته على الارتقاء المستمر بالخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة مادياً ومعنوياً، عبر توجيهاتٍ سديدة ورؤية مستقبلية ثاقبة، اتحدت مع جهود مجتمعية من أفراد ومؤسسات جادت أيديهم بالتبرعات والمنح السخية التي كان لها أثر واضح في مسيرة المدينة. وأضافت: «نعمل دائماً على توسّع المدينة في تقديم خدماتها وافتتاح المزيد من الأقسام والفروع ومواكبة أحدث الممارسات في تقديم الخدمات مع الحرص على تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم في المجالات كافة. إن ريادة المدينة في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة تتمحور حول احتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم، فهي أوّل مؤسسة إماراتية متخصصة بخدمتهم تم افتتاحها عام 1979 وما زالت بعد مضي 44 عاماً تؤكد ريادتها باستمرارها في بذل العطاء، كونها تولي أهمية كبيرة لاستدامة الخدمات وجودتها وشموليتها.
ومن جانبها قالت منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: «عملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خلال مسيرتها الممتدة، على تأمين خدمات ذات جودة عالية تترك أثراً ملموساً في حياة منتسبيها. وقد نالت المدينة ثقة عدد كبير من أولياء الأمور؛ حيث بلغ عدد الطلاب ذوي الإعاقة المستفيدين من خدمات المدينة خلال العام الدراسي الحالي 1143 طالباً وطالبة، بينما يعمل فيها 714 موظفاً، منهم 72 موظفاً من ذوي الإعاقة. كما تكللت مسيرتنا بنجاح مشهود له على جميع الصعد، فقد مُنحت المدينة «اعتماد مؤسسة كارف العالمية» لسِت سنوات متتالية، وهو اعتماد دولي خاص بمعايير المؤسسات العاملة في الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة والتأهيل والصحة. وبذلك تكون المدينة أول مؤسسة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحصل على هذا الاعتماد».
واستمرت المدينة في سعيها لحصد المزيد من المنجزات والاعتمادات العالمية ذات المعايير الدولية، وفي هذا الصدد، قالت اليافعي: «إن سجل المدينة الحافل بالإنجازات والجوائز التي تعزز مكانة الشارقة إمارة صديقة لذوي الإعاقة، فعلى المستوى المحلي، فازت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالمركز الأول في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن جائزة الشارقة للأشخاص ذوي الإعاقة المبدعين، بينما تنوّعت المنجزات الدولية للمدينة التي كان أحدثها إبرام مذكرة تفاهم مع «بيلينا للاحتواء الشامل» في مدريد الذي يهدف إلى تعزيز استقلالية ذوي الإعاقة الذهنية عبر اعتماد برنامج تدريبي بمعايير عربية لاستخدام القراءة المبسطة من خلال مشروع «Train2Validate» المدعوم من الاتحاد الأوروبي. وقد تم اختيار مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة مدرسة نموذجية من قِبل شركة مايكروسوفت العالمية للعام الثامن على التوالي؛ نظراً لاتباعها سبل التعليم الحديث وتركيزها على استخدام التكنولوجيا في تطوير العملية التعليمية».
جدير بالذكر أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تستعد لتنظيم المؤتمر العالمي للاحتواء الشامل الذي سينطلق في سبتمبر 2025 بشراكة مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وبدعم من حكومة إمارة الشارقة.