قدّم مشرعون في كوريا الجنوبية، أمس الأربعاء، مشروع قرار لعزل الرئيس يون سوك يول على خلفية فرض الأحكام العرفية، التي أثارت جدلاً واسعاً داخل البلاد وخارجها. وقدم عدد من كبار معاوني الرئيس استقالاتهم، وأعلنت نقابات العمال إضراباً مفتوحاً حتى استقالة الرئيس، بينما نفت واشنطن علمها المسبق بقرار الرئيس، فيما أرجأ وزير الدفاع الياباني زيارة كانت مقررة إلى سيؤول.
وقدمت ستة أحزاب من المعارضة أمس الأربعاء مشروع قرار في البرلمان لعزل يون، الذي واجه بالفعل اتهامات بالهيمنة على السلطة من قبل معارضيه ومن داخل حزبه، مع تحديد التصويت يوم الجمعة أو السبت.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي كيم يونج مين للصحفيين «لا يمكننا تجاهل فرض الأحكام العرفية غير القانونية، لم يعد بإمكاننا السماح للديمقراطية بالانهيار». ودعا زعيم حزب (سلطة الشعب الحاكم) الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونج-هيون، واستقالة مجلس الوزراء بأكمله. وقالت وزارة الدفاع إن كيم عرض الاستقالة.
وقدّم عدد من كبار معاوني الرئيس الكوري بالفعل «استقالاتهم بشكل جماعي»، بحسب ما أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء. وقالت الوكالة إنّ «معاونين مهمّين ليون» يتقدّمهم رئيس ديوان الرئاسة جيونغ جين-سيوك «قدّموا استقالاتهم بشكل جماعي»، دون مزيد من التفاصيل، فيما دعا أكبر اتحاد للعمّال في كوريا الجنوبية أمس الأربعاء إلى «إضراب عام مفتوح» إلى حين استقالة الرئيس يون.
وبرر الرئيس يون في خطاب بثه التلفزيون فرض الأحكام العرفية بأنها ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نووياً والقوات المناهضة للدولة المؤيدة لبيونغ يانغ وحماية نظامها الدستوري الحر، لكنه تسبب في إثارة القلق بين الكوريين الجنوبيين عندما وصف منتقديه بأنهم «قوى شيوعية شمولية ومعادية للدولة» وسط تراجع شعبيته.
وبدت الأوضاع في سيؤول أمس الأربعاء هادئة بشكل كبير مع سير الأمور بشكل طبيعي في أوقات الذروة المرورية.
ويمكن للجمعية الوطنية عزل الرئيس إذا صوت أكثر من ثلثي المشرعين لصالح ذلك. ثم تعقد المحكمة الدستورية جلسة، ويمكن أن تصدق على القرار بتصويت ستة من القضاة التسعة.
ويسيطر حزب يون على 108 مقاعد في الهيئة التشريعية المكونة من 300 عضو. إذا تنحى يون أو أُقيل فإن رئيس الوزراء هان داك-سو سيتولى منصب الرئيس لحين إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً.
وأعلن اتحاد عمال هيونداي موتور عزمه تنظيم إضراب اليوم الخميس وغداً الجمعة، كما نصحت بعض الشركات الكبرى موظفيها بالعمل من المنزل. وشهدت الأسواق المالية تقلبات، مع هبوط الأسهم الكورية الجنوبية بنحو 1.3 في المئة، بينما استقر الوون رغم أنه لا يزال بالقرب من أدنى مستوى في عامين. وأفاد متعاملون بأن السلطات الكورية الجنوبية ربما تدخلت للحد من تراجع العملة المحلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه يرحب بقرار يون إلغاء إعلان الأحكام العرفية. وأضاف في بيان «نستمر في توقع حل الخلافات السياسية سلمياً ووفق سيادة القانون». وهناك نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية من بعد الحرب الكورية التي دارت بين 1950 و1953. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحفيين إن الوضع السياسي في كوريا الجنوبية هو «شأن داخلي» للبلاد. وقالت روسيا إنها تتابع الأحداث «المأساوية» في كوريا الجنوبية بقلق. (وكالات)
عادي
كوريا الجنوبية تغرق في أزمة سياسية وضغوط لعزل الرئيس
5 ديسمبر 2024
01:30 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/bdh4pvuh