القاهرة: «الخليج»
حذر خبير مصري بارز في طب الأعصاب، من مخاطر الإدمان الرقمي، مشيراً إلى أن الذين يمضون وقتاً طويلاً أمام الأجهزة اللوحية والرقمية، الأكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض العصبية والنفسية، وعلى رأسها ما يسمى بتآكل الدماغ، فضلاً عن زيادة معدلات القلق والاكتئاب، خصوصاً بين الشباب.
وقال د.أحمد مجاهد، أستاذ الأمراض العصبية في جامعة القاهرة: «إن إدمان استخدام الأجهزة اللوحية، يلعب دوراً كبيراً في فقدان التركيز على الأنشطة الأخرى في الحياة»، مشيراً إلى أن التأثيرات العصبية للتكنولوجيا الرقمية في الدماغ، تتركز على التغيرات الفسيولوجية التي تحدث بسبب الاستخدام المكثف لتلك الأجهزة، من خلال المتابعة المستمرة لما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي.
ويظهر الإدمان الرقمي حسبما يقول كثير من الخبراء في جوانب عدة، حيث يؤثر في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والدوافع، عبر تفاعل أدمغة المستخدمين مع هذه المنصات بطريقة تشبه طريقة التفاعل مع المكافآت المادية.
ويقول د.مجاهد: «في كل مرة يتلقى المستخدم كلمات الإعجاب أو الثناء، يفرز الدماغ مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي يرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة، على نحو يشبه تأثير المخدرات، ويعزز سلوك العودة للتفاعل مع هذه المنصات باستمرار».
ويمتد تأثير هذه الحالة إلى الذاكرة والتركيز والانتباه لفترات طويلة، ما يشير بوضوح إلى أن المتابعة المستمرة للمحتوى السريع والقصير، مثل التغريدات أو القصص على الإنترنت، يحد من قدرة الدماغ على التركيز لفترات طويلة، وقد يمتد الأمر للتأثير في جودة النوم، إذ سرعان ما يعاني مدمن الأجهزة اللوحية زيادة معدلات القلق والاكتئاب، بسبب الخلل الكبير الذي يصيب التوازن الكيميائي في الدماغ، ما يؤدي إلى ما يعرف بتآكل الدماغ.
ويؤكد د.مجاهد أن تآكل الدماغ ليس مجرد تشخيص تقني، لكنه نتيجة طبيعية للإدمان المستمر للمحتوى الرقمي، مثل الفيديوهات القصيرة والمقاطع الترفيهية السطحية، ما يؤدي إلى تدهور القدرة على التركيز والتفكير النقدي، ما يستلزم ضرورة التعامل مع العصر الرقمي بحذر وعناية.
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







