عبدالعزيز المسلم: تمد جسور التواصل مع ثقافات العالم
تعزيز التجربة التفاعلية للزوار وبرنامج فكري غني
الشارقة: مها عادل
كشف معهد الشارقة للتراث تفاصيل الدورة الثانية والعشرين من أيام الشارقة التراثية، والتي تقام بين 12 و23 فبراير/ شباط المقبل في نسخة استثنائية تحت شعار «جذور»، لإبراز أصالة التراث الإماراتي، وتسليط الضوء على عمق الامتداد الثقافي والتاريخي الذي يربط الماضي بالحاضر، من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة.
وتمتد فعاليات «الأيام» هذا العام إلى سبع مدن في الإمارة، فتبدأ في مدينة الشارقة من 12 إلى 23 فبراير/شباط، وتتوزع لاحقاً في خورفكان، مليحة، الحمرية، الذيد، كلباء، ودبا الحصن، مما يمنح الزوار فرصة استكشاف جوانب مختلفة من التراث في بيئات متنوعة.
وفي مؤتمر صحفي بمقر مركز التراث العربي التابع للمعهد، الاثنين، أكد رئيسه د.عبد العزيز المسلم، أن «أيام الشارقة التراثية» تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية للأجيال المقبلة. وقال: «منذ انطلاقتها، شكلت «الأيام» منصة عالمية لصون التراث الإنساني، فلا تقتصر على إبراز الموروث الإماراتي، بل تُسهم في مد جسور التواصل مع ثقافات العالم المختلفة. وفي هذه الدورة، نواصل تقديم تجربة ثرية تتجاوز الاحتفاليات التقليدية، إلى أخرى متكاملة تدمج بين التراث والفكر والثقافة والتفاعل الجماهيري، ضمن برامج متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية. ويعكس شعار هذا العام أهمية التراث كجذور ثابتة تنبثق منها هويتنا وثقافتنا، وهو تجسيد لروح الانتماء والعراقة التي تُثري حاضرنا وتُضيء مستقبلنا».
وأضاف المسلم: «نحن سعداء بأن نرى هذا الحراك الثقافي الهائل؛ إذ تشهد الدورة الـ 22 مشاركة قياسية من الدول والجهات الأكاديمية والمؤسسات الدولية، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا الحدث الذي أضحى من أبرز التظاهرات التراثية على مستوى العالم العربي. الجديد في هذه النسخة يتمثل في تعزيز التجربة التفاعلية للزوار، عبر استحداث مساحات جديدة للفعاليات، وإطلاق مشاريع ثقافية نوعية مثل «سوق الكتبيين»، واحتفالية «مئوية المكتبات»، إضافةً إلى توسيع نطاق مشاركة الفرق الشعبية والحرفيين والفنانين، لإثراء المشهد التراثي بطريقة إبداعية».
منصة تعليمية ومعرفية
قال أبو بكر الكندي، المنسق العام لأيام الشارقة التراثية: «نعمل في المعهد على تطوير هذه التظاهرة سنوياً، لتكون منصة تعليمية ومعرفية تحتفي بالماضي، وتحاكي الحاضر، وتواكب المستقبل. وندعو الجميع للمشاركة في هذه الاحتفالية الفريدة، والاستمتاع بتجربة استثنائية تنبض بروح التراث الأصيل، وبهذه الروح المتجددة، تستعد الإمارة لاستقبال زوارها في أيام الشارقة التراثية، التي تعدّ واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، ووجهة عالمية تجمع بين التراث والحداثة، في احتفالية تحتفي بالجذور، وترسم معالم المستقبل».
مشاركة واسعة
أشار أبو بكر الكندي إلى أن هذه الدورة تشهد مشاركة واسعة من أكثر من 26 دولة، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مجموعة من الدول العربية والأجنبية، مثل المغرب، فلسطين، العراق، مصر، سوريا، الصين، روسيا، ألمانيا، فرنسا، جورجيا، وهولندا، ما يعزز البعد العالمي للمهرجان، ويؤكد مكانة الشارقة عاصمة للثقافة والتراث الإنساني.
كذلك، تشارك في الحدث أكثر من 46 جهة حكومية محلية ودولية، تشمل مؤسسات أكاديمية، ووزارات، وهيئات ثقافية وتراثية، إضافةً إلى منظمات عالمية كمثل «اليونسكو»، «إيكروم - الشارقة»، المنظمة الدولية للفنون الشعبية (IOV)، المجلس الدولي لمنظمات مهرجانات الفولكلور (CIOFF)، وغيرها، مما يعكس الزخم الكبير الذي يحظى به الحدث على المستويين المحلي والدولي.
إضافات
تتضمن الأنشطة في هذه الدورة العديد من الإضافات المتميزة، أبرزها افتتاح «ساحة السور» كمساحة إضافية للفعاليات، واحتفالية مئوية أول مكتبة في الشارقة، وإطلاق «سوق الكتبيين» الذي يضمّ أكثر من 12 مكتبة و6 دور نشر، إلى جانب استضافة 150 حرفياً من مختلف أنحاء العالم. وتشهد الدورة أكبر عرض لفرقة العيالة بمشاركة 300 فنان شعبي، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المسرحية والتراثية، مثل «أوبريت سيمفونية النخلة»، والعرض المسرحي «مواعيد عرقوب»، ومسرحية الأطفال «جزيرة الأماني»، فضلاً عن «سينما الأيام» التي تستعرض أفلاماً ذات طابع تراثي وثقافي.
5 معارض رئيسية
وتحتضن الأيام بطولة «الدامة الخليجية الثامنة»، إضافةً إلى ثلاثة معارض رئيسية، وهي «جذور»، الذي يستعرض تاريخ إمارة الشارقة من خلال محطات رئيسية تشمل التعليم، الأسواق، والعلاج التقليدي، و«عطور عبر العصور»، ويوثق تطور صناعتها عالمياً، و«قرن من المكتبات»، ويحتفي بتاريخها في الشارقة منذ عام 1925، و«القضاء في دولة الإمارات بين الماضي والحاضر»، و«شجرة الرولة».
35 فرقة شعبية
تشارك 35 فرقة شعبية، تشمل فرقاً عربية، وإماراتية، ودولية تمثل الهند، روسيا، جورجيا، مقدونيا، ومونتينيغرو، لتعكس تنوع الفلكلور العالمي وتفاعل الثقافات المختلفة.
ولتعزيز البُعد الثقافي، يقدّم المهرجان برنامجاً فكرياً غنياً يشمل 14 محاضرة و15 حفل توقيع وإطلاق كتب جديدة، إضافةً إلى فعاليات المقهى الثقافي، والمدرسة الدولية للحكاية.
ولتقديم تجربة مميزة للزوار، طوّر العديد من الخدمات، مثل إضافة 500 موقف للسيارات، وتوفير قطار «الأيام» لنقل الزوار، إلى جانب دعم لوجستي متكامل يشمل الأمن، الإسعاف، والدفاع المدني.
عادي
إضافة «ساحة السور» واحتفالية بمئوية أول مكتبة
أيام الشارقة التراثية تستعيد جذور الأصالة في الدورة الـ 22
27 يناير 2025
18:40 مساء
قراءة
4
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا






