الشارقة: جاكاتي الشيخ
تواصلت مساء أمس الخميس، في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، حيث نُظمت أمسية شارك فيها خمسة شعراء من بلدان عربية مختلفة هم: أحمد بالعبدة الشامسي من الإمارات، وعبد الرحمن المضاحكة من البحرين، وسولاف سمير من العراق، وملك الزيود من الأردن، وأحمد خليفة بن مترف من الإمارات، وقدّمتها برديس خليفة.
حضر الأمسية عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعر بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وجمهور من الأدباء والإعلاميين وعشاق الشعر النبطي.
تنوّعت مواضيع قصائد الشعراء، الذين بدأ كل واحد منهم بقصيدة تشيد بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في خدمة الثقافة ورعايتها، وكان أولهم الشاعر الإماراتي أحمد سالم بالعبدة الشامسي، وهو أحد شعراء مدينة العين، له حضور لافت عبر العديد من الفعاليات والأمسيات، ويجيد فن الشلات، عُرِف بثنائياته مع الشاعر عوض بالسبع الكتبي، والشاعر مبارك بن عامر الحبسي في كثير من ميادين الشعر والفنون الشعبية، وهي تجربة طويلة برزت بعض ملامحها من خلال نصوصه في الأمسية، حيث قرأ عدة قصائد يقول في إحداها:
نحب الدار حباًّ صادقْ وحب الوطن معهود
محبة دارنا في اقلوبنا المعبود هيمنها
ونفاخر بَانَّنَا من دولةٍ فيها الوفا موجود
وفيه الطِّيب والطّيَّب تواريخاً ندونها
وفيها للعدو الموت الحمر والنار للنمرود
رجالاً والرجوله في قلوب ارجال مَكْمنْها
ويقول في أخرى:
يا نور عيني صار شوفك ضروري
من يوم خَذْت القلب منّي أجباري
تسْرَح بك أفكاري وصوبك تدوري
ومن غير ذكرك ما على الفكر طاري
ما صرت أميّز وشْ خيار الأموري
ورفعت أقصى حالةٍ للطواري
أجِد صبرِي يوم للصبْر دوري
وَابِثْ همّي للنجوم السّواري
* روابط
أما ثاني شعراء الأمسية فكان عبد الرحمن المضاحكة، وهو شاعر وباحث وإعلامي، صدر له عدد من الدواوين منها: «ذكريات العمر»، و«بريق الأمل»، وعدد من المؤلفات في مجال البحث والدراسات، منها: «العقد الثمين في تاريخ البسيتين»، و«الحماسة في الشعر النبطي في البحرين - دراسة ميدانية» و«البطولة في الشعر الفصيح والشعر النبطي»، كما قدم عدداً من البرامج الثقافية عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية، وقد ألقى في الأمسية قصائد، تنوعت مواضيعها بين الإشادة بالروابط المتينة التي تجمع بين شعبي البحرين والإمارات، والتغني بالحب، يقول في إحداها، حول صاحب السمو حاكم الشارقة:
سلطان يا بحر الندى أنت سلطانْ
تشرق بمجدك شارقتك وتقِيمِ
أنت الذي لك في ذُرى المجد بستانْ
وأنت الذي جودك مطر وسط غِيمِ
هتّانْ ينزل بالعطا دوم هتانْ
لله درك يالكريم الحشيمِ
عدلَنْ وأخلاقَن وجودنْ إحسانْ
هذي سجاياك الحميدة مديمِ
ويقول في أخرى بعنوان «مسافر»:
مُسافر في زمن ما له خطوط بْعرضها وبْطول
مُسافر به.. وانا شايل من الحسره معاناتي
مُسافر به.. وانا أدْري طريقي معتمٍ مجهول
وْرفيقي وسط هذا الدرب.. صرخاتي وأناتي
أمل نِسْبَته ما تِذكَر وْياسٍ يعترض وِيجول
يحاول يقتلع من نشوة الفرحه سعاداتي
وانا اللّي مْعود نفسي تقاوم جارفات سْيول
وانا اللي من صغر سني تساعر دوم جمراتي
* حكمة
المشاركة الثالثة في الأمسية كانت للشاعرة سولاف سمير، والتي لم يثنها العمل في سلك التمريض، ولا ممارسة هوايتها في تصميم الأزياء، عن حبّ الشعر وكتابة الخواطر، حيث تكتب الشعر النبطي بأسلوب رصين، سواء كان ذلك في المناسبات أو عبر مواضيع أخرى مختلفة، كما اكتشف الجمهور من خلال قصائدها في الأمسية، التي تقول في إحداها من شعر الحكمة:
يللي زرعت الطّيبْ في اقلوب الناسْ
ويللي اعْطيت الحب من قلب صافي
ويللي منحت الود من صدق الاحْساس
ويللي وكفت بصدق والصدق كافي
احذر ترى ما الكل يستاهل احساس
واحذر ترى ها العمر تالِيه خافي
بعض البشر بالخير والجود ينْقَاسْ
وبعض البشر من عزة النفس طافي
والوقت يمشي والتجارب لها ساس
بيض النوايا بالمسرة اتْكافي
وتقول في أخرى بعنوان «الليل طال»:
الليل طال وظلمته توحش العين
وُهزّيت جذع الفكر وتساقط البوح
الوقت حد الحلم في حد سكّين
وش حيلتي لا عود الحلم مجروح؟
يا عبرتي شفتك للاحداق ترقين
واشوف لِدْموعي على خدي سفوح
ما همني لو يكثرون المعادين
واللي غلط.. قلت الغلط منك مسموح
* تجديد
بعد ذلك ألقت ملك الزيود، وهي دارسة في تخصص الرقابة الصحية، ومحبة للأدب العربي، وتكتب الشعر النبطي، كما أنها خريجة أكاديمية الشعر النبطي في أبوظبي عام 2021، وتمزج تجربتها بين الأصالة والتجديد، تقول في إحدى قصائدها بعنوان «شرفة وصال»:
علامك كل ما قرّبت من جالك تعنّيني
واذَا بعّدت تبني في قصيدك للوصل شرفه
رسمته فوق أهدابي علَم.. وشلون يمحيني؟
واذَا فارقني وأقفى يزيد العشق بي ضعفه
إذا سوْلف عليّ أخجل وُخلّت بي موازيني
وصمتي يصرخ آحبك وأركاني بها رجفه
أطالع صورته واتأمّله لو وَهْم تكفيني
واذا أسرحت في رمشه نحَتْه بالشعر تحفه
* أصالة
وكان آخر المشاركين في الأمسية أحمد خليفة بن مترف، وهو نجل الشاعر الإماراتي الكبير الراحل خليفة بن مترف الجابري، يكتب القصيدة النبطية التي تحرص على حضور المفردة الشعبية الأصيلة، يقول في إحدى قصائده بعنوان: «راعي الحسن»
بالرّاض خذني يا وليفي
هونك عَليَّه بالهداوه
لا تْشطّ بي.. قلبي رهيفي
ما يحتمل منْك القساوه
صدّك وبُعدك لي كليفي
تبعد وانا ابغي لك رضاوه
القلب عن غيرك كفيفي
إلّا انت لك جبْر وْرهاوه
وفي نهاية الأمسية قدّم عبد الله العويس شهادات تقديرية للمشاركين، تكريماً لهم على عطائهم الشعري، وتميّزهم في إبداع القصيدة النبطية.