كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أن الملياردير الفلسطيني الأمريكي، بشار المصري، يؤدي دوراً بارزاً في خطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع قطاع غزة بعد الحرب.
تخطيط لما بعد حرب غزة
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية قولها إن المصري يعمل بصفته مستشاراً مقرباً لآدم بوهلر، مبعوث ترامب في مفاوضات الرهائن ويتنقل معه في رحلاته، ويؤدي دوراً هادئاً في خطط الرئيس الأمريكي لما بعد الحرب في غزة وعملية الإعمار.
وذكرت مصادر دبلوماسية، أنه وعلى مدى أشهر، كان بوهلر يسافر على متن طائرة المصري إلى الدوحة والقاهرة وعواصم إقليمية أخرى، حيث شارك في مفاوضات بشأن الرهائن وغيرها من المسائل الحساسة. ويقال إن المصري نفسه كان حاضراً في بعض هذه الرحلات، وحافظ على حضوره المتحفظ في المناقشات عالية المخاطر. ويوضح المصدر ذاته أن المصري ليس رجل أعمال عادي، فهو الرجل الذي يقف وراء مشروع «روابي» أول مدينة فلسطينية مخططة في الضفة الغربية، ولديه محفظة استثمارية ضخمة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في إسرائيل. وباعتباره رجل أعمال محنك، يتقاسم المصري نهجاً تجارياً مع ترامب، ما يجعله ملائماً بشكل طبيعي للرؤية الاقتصادية لإدارة المنطقة. وعلى الرغم من ماضيه حيث شارك في الاحتجاجات ضد إسرائيل في شبابه، فإن المصري يُنظَر إليه الآن باعتباره شخصية براغماتية لا تربطه أية صلة بحماس أو السلطة الفلسطينية. والواقع أن هويته المزدوجة بصفته فلسطينياً من مواليد نابلس ومواطن أمريكي منحته مكانة فريدة فهو يحظى بقبول واسع النطاق من قِبَل الإدارة الأمريكية في حين يحتفظ بنفوذه داخل دوائر الأعمال الفلسطينية.
هل يعيد المصري بناء غزة؟
ووفق الصحيفة العبرية، فإن ثروة المصري وذكائه التجاري وحياده السياسي تجعله مرشحاً رئيسياً لقيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب. وأشارت في السياق إلى أن عمه منيب المصري، هو قطب أعمال فلسطيني يبلغ من العمر 91 عاماً وكثيراً ما يُنظر إليه باعتباره جزءاً من النخبة المالية الفلسطينية، مبينة أن عائلة المصري شاركت في مشاريع استثمارية كبرى في مختلف أنحاء المنطقة. وفي مقابلة سابقة، قال بشار المصري: «إذا كنا قادرين على بناء مدينة، فإننا قادرون على بناء دولة». ولم يصدر عن بشار المصري أو إدارة ترامب أي تعليق على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية. والآن، بينما يراقب العالم ما يحدث في غزة يظل السؤال مطروحاً: هل سيكون المصري هو الشخص الذي سيعيد بناءها؟
من هو بشار المصري؟
يعد بشار المصري (65 عاماً) رجل أعمال فلسطيني ولد ونشأ في مدينة نابلس ويحمل الجنسية الأمريكية. كما حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة فرجينيا بولينكنيك في الولايات المتحدة. ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة مسار العالمية. فيما بدأ حياته العملية في واشنطن، ثم عاد في منتصف التسعينات إلى مدينة رام الله واستقر فيها، وعمل على تأسيس وإنشاء أول صحيفة فلسطينية يومية، هي جريدة «الأيام». إلى ذلك، أطلق المصري عدة أطروحات لمشاريع ضخمة أبرزها «مدينة روابي» أول مدينة نموذجية في فلسطين، ومشروع «لنا القدس» لخدمة المقدسيين، وأطلق مشاريع عقارية كبيرة في فلسطين والأردن ومصر أيضاً.


