كل منا يمر بمشكلات يومية، وحتى عندما لا نواجه أية مشكلات، فإن هذا لا يعني أن المشكلات غير موجودة، فأحياناً نتمنى أن يكون بمقدورنا التعرف إلى المشكلات مبكراً، وقبل وقوعها، ولذا فإن المنهج العلمي الذي يتضمن الملاحظة والفرض والتجربة، يساعدنا على التعرف إلى المشكلات، وتحديدها، ومن ثم التوصل إلى حلول لها، وعلينا دائماً أن نبقي أعيننا يقظة وأذهاننا منتبهة، للتنبؤ بأية عقبة واستباقها، قبل أن تتسلل إلينا، وتحيط بنا على حين غرة، فإننا لا نحتاج فقط إلى التعرف إلى ما يواجهنا من أزمات؛ بل علينا تقييم وإدراك مدى أهميتها وأولويتها، فإن عدم تبين ذلك قد يكلفنا الكثير.
تلك خلاصة ما جاء في كتاب «حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي» (ترجمه إلى العربية محمد مدين)، ويدعونا الكتاب إلى البحث والتقصي عن أية معلومات ذات صلة بالمشكلة، ثم التوصل إلى فروض عديدة وذلك في أسرع ما يمكن، والخطوة التي يجب علينا اتخاذها بعد ذلك، هي اختيار الفرض الذي يقدم لنا أفضل تفسير للموقف المشكل، الذي يواجهنا (ويطلق على هذه الطريقة في الفكر اسم منهج تكوين الفروض واختيار أفضلها) وعليك باستخدام الفرض، الذي تم اختياره لتتبين إمكانية توقع ما يمكن أن يحدث أو يقع، ثم عليك بعدئذ القيام بتجربة لتبرهن على أن تنبؤك كان بالفعل صحيحاً.
إن عملية افتراض الفروض عملية غاية في الأهمية، فهي تمنحك الإحساس بالتوجيه، وإذا كان الفرض الذي قمت بافتراضه غير صحيح، فإن عليك القيام بتغيير اتجاه تفكيرك، ومن ثم محاولة الوصول إلى فرض جديد، وعليك التضحية بالوقت وبذل الجهد لإتمام التجربة بحرص وعناية، وإثبات الفرض الذي افترضته لحل المشكلة، هو فرض صحيح على نحو إيجابي.
يرى الكتاب أنه ليس من الضروري لعناصر المنهج العلمي، وهي الملاحظة والفرض والتجربة، أن ترد أو تأتي بنفس الترتيب، فإن عليك أن تهتم بالمضي قدماً نحو حل المشكلة، وذلك بأي ترتيب تجده ضرورياً، وكذلك يمكنك إعادة أي من هذه الخطوات، إذا اقتضى الأمر ذلك.
*توفيق
ولكي يمكننا استخدام المعلومات التي نختزنها في عقولنا، ونستفيد منها، وننجح في الاستدلال منها، فإن علينا هنا أن نتبين العلاقة بين التصورات والمفاهيم المختلفة والمتباينة وأن نحاول التوفيق بينها، بحيث تنهض بمواجهة المشكلة التي تواجهنا، فإن الحلول الخلاقة تأتي فقط عندما نستطيع أن نرى الارتباط والعلاقة بين الأفكار، التي كانت حتى هذا الوقت غير مرتبطة.
ويمكن لأي شخص أن يأتي بأفكار رائعة، وتتسم بالذكاء، فكما أوضح الكتاب، فإن التفكير الإبداعي والخلاّق، لا يختلف عن التفكير العادي والشائع، وعلى أية حال، فإن وصف الفكرة بأنها ثاقبة أو عبقرية هو في النهاية أمر نسبي، فقد ينظر المحترف المتمرس والخبير في مجال معين من المجالات إلى فكرة ما من الأفكار على أنها بسيطة، في الوقت الذي ينظر إليها الشخص العادي على أنها فكرة مذهلة وعبقرية، وقد ينظر إليها على أننا من المبتدئين في العديد من المواقف المشكلة التي تواجهنا في الحياة اليومية، كما يمكن النظر إلى ما نعتبره أفكاراً ذكية وعبقرية، على أنها أفكار، ليس لها معنى أو دلالة، ومع ذلك، فإن الهدف المهم هنا هو التوصل إلى حل المشكلة التي تعترضنا، وليس التفكير فيما إذا كانت الفكرة عبقرية أم لا، فيمكنا في بعض الأحيان العمل والتصرف على نحو أفضل من المحترفين والمتمرسين.
*طرائق بديلة
يقول الكتاب: «انظر إلى الموقف المشكل من زوايا مختلفة ومنظورات متباينة، محاولاً إيجاد طرائق بديلة لتحديد المشكلة، وبمجرد تحديدها يجب عليك البحث عن حلول متعددة ومتنوعة، وحاول قدر الإمكان إعطاء نفسك مزيداً من الوقت، للتوصل إلى خيارات متعددة، ويمكن النظر إلى الحلول من زوايا عديدة، مثلها في ذلك مثل تعريف المشكلة وتحديدها، ويأتي الإلهام في الغالب، بعد فترة من الحضانة الفكرية، ولذا خذ وقتك في تحري المشكلة والتعمق فيها، فضلاً عن محاولة التوصل إلى حلول معقولة مختلفة».
عادي
أقصر الطرق لحل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي
13 مارس 2025
21:31 مساء
قراءة
3
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







