عادي
تكتيكات وإمكانات عالية لتلافي الردع الاستراتيجي

حروب الجيل الخامس في القرن الحادي والعشرين

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»
نشأت الفكرة الحديثة للحروب العصرية جزئياً من دراسات الحرب الأمريكية، التي تأثرت بإدراك، بلورته أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فأصبح الصراع الدولي معقداً، بشكل متزايد، فيما يتعلق بعدد ونوع المتحاربين والأدوات المتاحة لهم، فضلاً عن ذلك فإن الحروب الحديثة لها معنى، بالنسبة لتلك الدول، والتحالفات المنخرطة، من الناحية التكتيكية، التي تعتمد أساساً على التهديد، وتركز على فكرة الحرب غير المقيدة، لذا اتضح لنا أحد أهم الدوافع، لتبني هذا النهج من الحروب هو في الإمكانات العالية، التي تتيحها، لتجنب المساءلة القانونية، وتلافي الردع الاستراتيجي.
في هذا الصدد أصدرت دار العربي للنشر والتوزيع كتاب الدكتور علي زياد العلي والدكتور علي حسين حميد، وعنوانه «تكتيكات الحروب الحديثة الأمن السيبراني والحروب المعززة والهجينة» مؤكداً أن الحرب بمفهومها التاريخي ظاهرة قديمة، متجذرة في صلب التفاعلات الإنسانية، فهي صراع من أجل البقاء، يستخدم فيها كل وسائل العنف والاشتباك المسلح، سواء أكان هذا الاشتباك بين فردين أم مجموعتين أم دولتين، إذ يشكل أحد مخرجات (فائض القوة) لدى الدول التي تلجأ إليها، من أجل الحصول على المزيد من القوة، أو الحفاظ على الذات.
يشير الكتاب إلى أن مفهوم البيئة الاستراتيجية، كإطار عام وشامل، يقصد به جميع المرافق المكانية والتفاعلية والفكرية، فهي دائرة شاملة من المكونات اللا متناهية، تجري بها تفاعلات معقدة وذات استمرارية، بحيث يكون أثر هذا التفاعل ذا ارتدادات، تصيب جميع وحداتها، التي تشمل الدول والمنظمات والتفاعلات والشركات والعقائد وشبكات سيبرانية وغيرها، هذه الوحدات تتفاعل فيما بينها، لتنتج نسقاً شبه فوضوي منضبطاً، يتمثل في البيئة الاستراتيجية العالمية.
شكل هجين
باتت الحرب تشكل إحدى أكثر الأدوات في البيئة الاستراتيجية تطوراً وتقبلاً، إذ أخذت تتأثر بجملة من التغيرات التي طرأت في البيئة الاستراتيجية، لا سيما تلك المتعلقة بالجانب العسكري (الصلب) واتجهت نحو الشكل الهجين، الذي لا يتخذ من الملامح العسكرية الصلبة، منحنى توظيفياً لها. إن طبيعة التطور لظاهرة الحرب متأتية من حتمية موجة التطورات التي عصفت بالبيئة الاستراتيجية العالمية، إذ تطورت أجيال الحروب المتعاقبة، لتلبي الاحتياجات المتزايدة، لإدارة الصراعات العالمية، وبذلك انتقلت عجلة التغيير لأشكال وملامح الحروب، من مرحلة إلى أخرى، حاملة أفكاراً ورؤى، أدت إلى تحديث كل منظومة الحرب، وتدريب الأفراد، إلى نوعية السلاح المستعمل، إلى النظريات والخطط العسكرية المتبعة فيها.
ومن هذا المنطلق صنف خبراء الفكر العسكري الحروب، تصنيفات مختلفة، اختلفت بحسب توجهات كل مفكر، لكنها تدور في فلك واحد، وبدأت بنمط الجيل الأول والمتمثل في الحروب التقليدية العسكرية، حتى وصل الأمر إلى الجيل الرابع والخامس، المتمثل في الحروب الهجينة، السيبرانية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"