تشرنيهيف - أ ف ب
تحدث الأوكراني كونستانتين ستيبليف إلى والدته لأول مرة منذ ثلاث سنوات، بعدما أطلق سراحه، في إطار أكبر عملية تبادل أسرى على الإطلاق بين بلده وروسيا.
وقال ستيبليف عبر الهاتف، بعد لحظات من عودته إلى الأراضي الأوكرانية، الجمعة: «مرحباً أمي. كيف حالك؟».
وصل ستيبليف (31 عاماً) مع الأسرى السابقين الآخرين بالحافلة إلى مستشفى محلي، حيث كان مئات الأقارب ينتظرون ويصرخون ويبكون ويغنون «تهانينا!».
وخلال رحلة العودة إلى أوكرانيا، أكد ستيبليف، أن مشاعره «لا توصف». وتابع: «إنه ببساطة جنون. مشاعر جنونية».
وبدأت روسيا وأوكرانيا، الجمعة، أول مرحلة من عملية تبادل كبيرة للأسرى شملت 270 عسكرياً، و120 مدنياً أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق.
واتفق الروس والأوكرانيون في 16 مايو/ أيار الجاري، على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة، بينهما منذ عام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة. وأعلن الطرفان، الجمعة، تبادل 390 شخصاً من كل جانب، في «المرحلة الأولى من اتفاق التبادل +1000 مقابل 1000+» وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن يستمر التبادل السبت والأحد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 307 أسرى حرب من كل جانب، السبت، في اليوم الثاني من العملية.
وخلال سنوات أسره، قال ستيبليف، إن الفضل في قدرته على التحمّل يعود إلى زوجته. وأضاف: «إنها تعلم أنني قوي، ولن أستسلم هكذا»، مشيراً إلى أنه الآن يريد فقط أن يكون مع عائلته. وأكد «هذه أولويتي المطلقة».
ولفت إلى أن زوجته هي من تقرر الخطوات التالية، موضحاً: «ستخبرني وستظهر لي كيف أتصرف في المستقبل».
وبدا التعب على السجناء النحيلين الذين أفرج عنهم. وتوجّهوا إلى داخل مستشفى محلي للخضوع لفحوص طبية، في حين واصلت أولينا وأولكسندر عناقهما في الخارج. وقال الزوجان، إنهما لم يرَ أحدهما الآخر منذ 22 شهراً، منذ أسرت روسيا أولكسندر.
وروى الرجل (45 عاماً) وهو يحتضن زوجته: «أنا في غاية السعادة»، مضيفاً أن حلمه الآن هو «تناول الطعام، وتمضية وقت مع عائلتي».
دموع الفرح
ومع بدء وصول الحافلات إلى المستشفى، هرع أقارب جنود ما زالوا محتجزين لعرض صور أحبائهم على المحررين، وسؤالهم إن كانوا رأوهم خلال أسرهم. وغادرت نسوة باكيات، بعد عدم تلقيهنّ أي أخبار عن مصير أحبائهن. ويعرف البعض أن أقاربهم مسجونون، بينما لا يملك آخرون أي معلومات عن أقاربهم.
وقامت إيليا التي أطلق سراح زوجها، بمعانقة والدة جندي باكية لم تكن لديها أي أخبار عن ابنها.
ووصفت شعورها عند رؤيته قائلة: «كان قلبي يخفق بشدة»، وبكت فرحاً قائلة: «انتظرت هذه اللحظة طويلاً». وتفكر إيليا الآن في المستقبل، لكنها قالت إنها تعلم أن طريق إعادة تأهيل زوجها يستغرق وقتاً.