تُقرأ تحركات دولة الإمارات لإطفاء لهيب حريق الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران في صفحة واحدة وسطر واحد وعنوان واحد، هو الحفاظ على المنطقة وشعبها من الدمار والفوضى.
دولة الإمارات، منذ تأسيسها، قامت على ثوابت راسخة من الإيمان المطلق بالسلام والحوار والتسامح، وهي ماضية في التمسك بهذا الدور في تثبيت السلام والأمن والعدالة، خصوصاً في هذه المرحلة الخطرة التي تمر بها المنطقة.
في الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان، أعرب سموه عن تضامن دولة الإمارات مع الجمهورية الإسلامية وشعبها، حيث تتعرض لهجوم إسرائيلي. كما أكد أن الإمارات تواصل الاتصالات والمشاورات المكثفة مع الأطراف المعنية بهدف تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد، بما يسهم في الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي الاتصالات الأخرى مع قادة دول العالم شدد سموه على ضرورة تكثيف الجهود للعودة إلى الحوار، وحل جميع الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية لتجنيب المنطقة المزيد من الأزمات.
ولأن الإمارات تدرك بوضوح مخاطر ما يحمله الهجوم الإسرائيلي على إيران، والرد الإيراني عليه، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من اتساع رقعة هذه الحرب على أمن المنطقة، وربما على أمن العالم من تداعيات خطرة تتجاوز كل الحسابات، فإنها لا تدخر جهداً من أجل محاصرة حريق قد يتسع مداه بما لا قدرة لأحد بعد ذلك على احتوائه، مع تأكيد دولة الإمارات على تضامنها مع إيران وشعبها من منطلق حسن الجوار مع دولة تربطها بها علاقات تاريخية، وأيضاً من منطلق تمسكها بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول.
ولأن الإمارات بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة تؤمن إيماناً عميقاً بأهمية السلام والاستقرار الإقليمي، ونبذ العنف، واللجوء إلى الحوار لحل الأزمات، فإنها تبذل جهوداً دبلوماسية متواصلة ومقدرة لاحتواء هذه الحرب وتداعياتها، حيث حذر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية من خطوات متهورة، داعياً الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الحرب، كما أجرى سموه جولة اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية عدة دول لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن الحوار الهادئ والدبلوماسية هما السبيل الوحيد لمنع اتساع الصراع وضمان الاستقرار. وقد شدد سموه خلال هذه الاتصالات على أهمية احترام القوانين الدولية وسيادة الدول.
لعبت دولة الإمارات منذ تأسيسها أدواراً تاريخية في التقريب بين وجهات النظر، وفي أن تكون جسراً للحوار والتلاقي والسلام، وهي الآن تواصل لعب هذا الدور بعدما أصبحت نموذجاً دولياً في التقريب بين الشعوب وفي وضع أسس جديدة لعلاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل والتمسك بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. الهجمات التي تشنها إسرائيل على إيران هي بالتأكيد تعد خروجاً على القانون الدولي وانتهاكاً لسيادة إيران، في وقت تشهد فيه المنطقة حرب إبادة على قطاع غزة في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، وهما تشكلان عامل تفجير خطراً يهدد المنطقة والعالم في حال لم يتم اللجوء إلى كبح جماح التطرف الذي يقود إلى مزيد من الاضطرابات والحروب، وربما إلى مواجهات دينية.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







