الجلسات تنتظر ثمارها

04:21 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد الله الهدية الشحي

عقدت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة عبر مراكزها الثقافية على مستوى الدولة خلال شهري إبريل ومايو الماضيين جلسات للعصف الذهني تحت مسمى مختبر الابتكار لرصد احتياجات المجتمع المحلي في المجال الثقافي، وكان لهذه الجلسات وضعها المميز من حيث المنافسة في توفير البيئة الحاضنة بمكوناتها المحفزة والمتميزة بالنسبة لأهمية محاور الابتكار المطروحة والمنتقاة بعناية فائقة، كون الوزارة تسعى وتعمل من أجل تضمينها في خطتها الاستراتيجية وتعزيزها وفق رؤيتها الحالية والمستقبلية بإذن الله.
وحققت الجلسات الهدف المنشود من حيث ابتكار الأفكار إثر العصف الذهني الذي أتى بكل ما يصب في خدمة الواقع والمأمول خاصة وأن الجلسات تعددت بمشاربها الثقافية والفكرية وتنوعت بشرائحها المجتمعية والعمرية من ذوي القيمة الإبداعية والقامة الثقافية المؤثرة، حيث تناغم الكل وتحاور الجميع وتدارست فرق الابتكار وفكرت المجموعات حتى تم الاتفاق بعد ما تم من عصف ذهني للمشاريع المبتكرة التي تخدم المحاور المطروحة على ضرورة الاهتمام الشديد بفرز ما هو أهم من المهم ليواكب الأهم الممزوج برغبة التطوير الطموح المأمول من المخرجات المنتظرة من كل الجلسات ويتوافق الاختلاف بطرق العصف الذهني المبتكر مع التوجيهات السامية والتوجهات المرجوة، وقد أحسنت الوزارة حين أشركت في الجلسات نخبة كبيرة من أهل الثقافة والفكر والعلم الذين تزخر بهم الإمارات.
مر من البعد الزمني منذ انعقاد الجلسات وفرز الأفكار المبتكرة والخلاقة ما يزيد على الشهرين والمجتمع ما زال ينتظر التطوير المأمول الذي سيشمل كل المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، فالمتتبع لمجالات العمل الثقافي المطروحة وفق مناقشة احتياجات المجتمع المحلي الثقافية حتماً سيدرك مدى اهتمام الوزارة بتفعيل دور مراكزها لتخرج من إطارها المعهود ووضعها الحالي لتكون أكثر فعالية وأوسع نفعاً في المجتمع وأكثر جذباً واستقطاباً للجمهور فجميع المجالات المطروحة من قبل الوزارة، وبكل أمانة تغطي ما هو مطلوب ومنتظر من هذه المراكز في مجالات التراث الثقافي المادي وغير المادي وفي الآداب والفنون البصرية والأدائية وفي الوسائط المسموعة والمرئية وفي التصميم وغيرها من المجالات التي تعمل على التنمية المستدامة في الثقافة والمعرفة.
ولكي يتحقق الهدف من هذه المختبرات الابتكارية ولكي يكون نجاح المراكز الثقافية أعم وأشمل وأسرع، على الوزارة أن تعلن عن نتائج هذه الجلسات وما تم إقراره من المشاريع المبتكرة وفق خطتها المقرونة ببعدها الزمني المحدد ولكي يتم هذا عليها أن تستمر في تنمية وتدريب كادر مراكزها بما تتطلبه مرحلتها الجديدة الحالية والمستقبلية وأن تمد المراكز بما ينقصها من الخبرات وإن لم يكن فسنة تدوير الموظفين في مراكزهم وبين المراكز سنة حميدة وواجب مفيد في مثل هذا الواقع الذي أصاب بعض المراكز بالركود الثقافي وبقلة المنجز وعلى الوزارة مع هذا أن تواصل توفير المستلزمات والدعم المادي المطلوب وخلق المنافسة شرط التقويم والتقييم المستمرين فمن جد من الموظفين وجد بعون الله ما يستحق من التكريم بنوعيه المعنوي والمادي، ومن تقاعس وتناعس وسوق لنفسه وخصوصيته فلا ندم ولا دمع عليه إن فارق محله وغادر كرسيه للآتي الأفضل منه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"