تستعد إمارة الشارقة هذه الأيام لإطلاق قمّة مهرجاناتها الثقافية يوم الثلاثاء المقبل، والمتمثلة في معرض الشارقة للكتاب الدولي في دورته التاسعة والعشرين، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في هذه الدورة أرقام وأسماء لها دلالات كبيرة تستوقفنا لتؤكد أن الشارقة الأكثر استحقاقاً أن تكون عاصمة الثقافة العربية، مستحوذة بكل ثقة وقوة على استحقاقها الأخير في أن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 .
والرقم الأول الذي يستوقفنا هو المتمثل في رقم الدورة والذي وصل هذا العام إلى ،29 حققت فيه الشارقة على مدى السنوات الثمانية والعشرين الماضية سمعة طيبة بسبب النجاح المتواصل من عام إلى عام في تنظيم وإدارة المعرض بأفضل المستويات والمعايير العالمية التي لا تشرّف الشارقة فقط، وإنما تشرّف العالم العربي بأكمله .
الرقم الثاني 788 دار نشر عربية وأجنبية من 53 دولة منحت الشارقة ثقتها وسمعتها بعد كل ما قدمته لهذا المعرض، المتمثل في أفضل الخدمات في ترويج الكتاب كخير جليس للثقافة المقروءة في زمن الثقافة الإلكترونية والثقافة المرئية .
الرقم الثالث 000 .200 عنوان أي نحو ربع مليون عنوان، نحو لكل محبي القراءة وعاشقي الكلمة والحرف، ويشجع المتكاسلين لكي يخرجوا من قوقعتهم المظلمة إلى فضاءات العلم والمعرفة والثقافة، ويشاركوا عشاق القراءة نور المعرفة وشمس العلوم .
في المؤتمر الصحفي كشف عبدالله العويس في كلمته عن بعض أجمل مفاجآت هذا العام المتمثلة في الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، والتي تتضمن محوراً خاصاً عن الروائي الفرنسي المعروف جان ماري لوكليزيو الحائز جائزة نوبل للآداب عام ،2008 الذي يستضيفه المعرض لدورته هذه إلى جوار عدد من المثقفين والشعراء العرب والأجانب .
إن هذا الحراك الجميل الراقي الذي يأخذنا على متن الكلمة والحرف والثقافة، يسافر بنا إلى العالمية، ونحن نطرق أبوابها الجميلة لتفتح لنا الأبواب مستقبلة الشارقة عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، مؤكدين أننا أهل لهذه الثقة، تستقبلنا العالمية وتصافح الشارقة وتمنحها وسام الشرف بحضور لوكليزيو لمعرض كتاب الشارقة، هذا الإنجاز ليس إنجازاً إماراتياً بحتاً وإنما إنجاز عربي وعالمي .
معرض الشارقة للكتاب الدولي هذا العام عيد يستحق الاحتفال والاحتفاء به بكل مستجداته، حتى على الصعيد الشخصي، فلكل الجهود المبذولة من قبل القائمين عليه أجمل تحية وتقدير، المعرض هذا العام ابتسامة الثقافة التي رسمت على ثغورنا بجهودكم كل فخر وعزة وإباء .
