لغتنا العربية . . بأي ذنب قتلت؟

كلمات
04:00 صباحا
قراءة دقيقتين

صدر قرار رئاسي في العام 2008 من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة اعتبار 2008 عاماً للهوية، وفي مارس/ آذار 2008 اعتمد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اللغة العربية لغةً رسمية في جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية في إمارات الدولة كافة، والذي اعتبره المعنيون تمكيناً للغة العربية في الدولة، في مواجهة اللغات الأجنبية .

وقد قامت صحف الدولة في ذلك الوقت، بعمل استطلاعات لرصد ردود فعل الشارع الإماراتي، فأتحفنا الجميع وعلى أعلى المستويات، بآراء كافية أن تفرض اللغة العربية وجودها وحضورها حتى قيام الساعة .

لكن الحقيقة عكس ذلك، فبعض الذين أدلوا بدلوهم في ذلك الوقت، تنكروا له في اليوم الثاني، ولم تكن آراء البعض إلا نفاقاً مصطنعاً نحر اللغة العربية من ألفها وحتى يائها، فها هي مدارسنا الحكومية تفتقر إلى منهاج قوي يحمي اللغة العربية من المراحل الابتدائية وحتى الثانوية، أما المدارس الخاصة فحدّث ولا حرج .

إن المادة السابعة لدستور الإمارات تنص على أن العربية هي لغة الدولة، وقبل أن أطالب بتفعيل اللغة العربية في مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة، يجب أن نبدأ أولاً بتفعيلها في مؤسساتنا التعليمية الدنيا والعليا، وقد طرح البعض في ذلك الوقت اعتماد منهج للتخطيط اللغوي العلمي في مؤسساتنا التعليمية والتربوية والاجتماعية والثقافية، مطالبين بضرورة التجديد المستمر لمحتوى الكتب والمقررات والبرامج المتصلة بتعليم اللغة العربية في جميع مراحل التعليم بما في ذلك التعليم الجامعي بوصف العربية لغة حضارية معاصرة تستجيب لمتطلبات العصر .

إن الضرورة الملحة لاستخدام اللغة الإنجليزية في المدارس والجامعات لا تعطي الحق بنحر اللغة العربية ووأدها، فقد أثبتت الدراسات العالمية أخيراً، أن الدراسة بلغة غير اللغة الأم في أكثر مواد المنهاج يضعف من التحصيل العلمي عند الطلبة، ويثير البلبلة ويربك الطالب الذي يقع تحت ضغوطات اضطراب الفهم والاستيعاب والتعبير عن رأيه بلغة لا يمتلك أدواتها بكل أبعادها، والطامة الكبرى انسلاخ الأبناء بالتدريج عن هويتهم الوطنية، وهذا ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ضعف الانتماء والتنصل من الحقوق المفروضة عليهم تجاه الوطن، وبالمقابل غياب الولاء ومحاربته والتنكر لكل ما يشده إلى عمق الوطن، وهو الذي نسميه من دون مواربة الاستعمار الناعم، هذا الذي يدفع بالأبناء إلى احترام وتقدير ثقافات الآخر أكثر من ثقافته الأم . الاستعمار الناعم أسلحته بذات نعومته، لغة مغرية للتخاطب، وأفكار مدسوسة في مناهج مثيرة، وخطط مدروسة تطبق تحت شعارات رنانة، وإثارة الشباب وتشجيعهم على رفض القيم والعادات والتقاليد التي يصورون لهم أنها قيود وهمية، كلها بدأت من الإساءة إلى اللغة الأم .

المؤسسات التعليمية لا تعطي اللغة العربية حقها، والمؤسسات الحكومية لا تطبق استخدام اللغة العربية، ونتمنى على الوزراء تطبيق قرارات مجلس الوزراء على وزاراتهم .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"