حملة «المليار وجبة»

لا يزال العالم حتى اليوم يطلق الحملات وراء الحملات لمُكافحة الجوع واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الذين يعانون العوز والحاجة ولضمان تحقيق الأمن الغذائي، حيث يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها بناء عالم خالٍ من الجوع ومنها: عدم الإسراف في الطعام وإنتاج المزيد من المحاصيل وإيجاد طرق جديدة لزيادة الأطعمة واتباع نظام صحي مستدام والدعوة لتحقيق الاكتفاء الغذائي.
وبإمكان الاكتفاء الغذائي أن يغير العالم من خلال إنقاذ ملايين الأشخاص سنوياً، وكذلك حصول الأطفال على صحة وأجهزة مناعية أقوى وتعزيز نظام الزراعة المتقدم، مما يزيد الإنتاج بأقل التكاليف وتعزيز مبدأ تقليل الأطعمة المُلقاة في النفايات وتحقيق مبدأ الاستدامة ويُساهم في بناء عالم أكثر أماناً ورخاءً.
ولا تزال الإمارات العربية المتحدة تتحمل مسؤوليتها الإنسانية لإنهاء الفقر في العالم، وأطلقت حملة «المليار وجبة» المستدامة وهي عبارة عن صندوق وقفي لتقديم الطعام بقيمة (مليار درهم)، حيث تُشكل علامة فارقة في مسيرة العمل الإنساني لمحاربة الفقر، وتأتي استكمالاً لحملات مكافحة الجوع والفقر التي تم إطلاقها عبر السنوات بتوجيهات من القيادة الرّشيدة في دولتنا الحبيبة.
وتتجسد رؤية حملة (المليار وجبة) في تنمية العمل الإنساني المستدام وفق مفهوم مؤسسي متكامل يؤمن بأهمية بناء شركات فعالة لتطوير الأداء والأدوات بما يضمن تحقيق المبادرات الخيرية لأهدافها والوصول إلى مُستحقي الدعم في جميع قارات العالم قاطبة.
وهذا الحملة ترسل رسالة واضحة وتؤكد استراتيجية الإمارات في العمل الإنساني وفق القيم النبيلة التي رسّخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – والآباء المؤسسون وتقاليد البذل والعطاء التي تعتبر جزءاً أصيلاً من هوية المُجتمع الإماراتي، وكذلك توفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً، لا سيما في الدول التي تمرّ بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي ودعم ومساعدة الشّرائح الأكثر هشاشةً في المجتمعات وخاصة ضحايا الكوارث والصّراعات والأزمات حول العالم تجسيدًا واقعيًا لنهج دولة الإمارات ورِسالتها الخالدة المستمرة لتعزيز التضامن الإنساني ونشر قيم الأخوّة الإنسانية والمحبة.
وتتمثل أهدافها في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات، في مجالات العمل الإنساني وإبراز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي، والمُساهمة في الجهود العالمية للقضاء التام على الجوع كأحد أهم أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ برامج ومشاريع لمكافحته بالشّراكة مع المُنظمات والمؤسسات الإنسانية عبر العالم وبلورة حِراك مُجتمعي على أوسع نطاق يدعم هذه الحملة ويُسهم في تحقيق مُستهدفاتها في تقديم العون لملايين الفقراء والمعوزين والمحتاجين في جميع بقاع وأصقاع المعمورة.
[email protected]