العقل الباطن

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

العقل هو جوهر الإنسان، فالقوة العجيبة الموجودة في عقلنا الباطن هي التي تحقق المعجزات. حيث يُعد العقل الباطن (اللاوعي) (Unconscious) عبارة عن مجموعة من العمليات العقلية التي تحدث دون مستوى الإدراك الواعي، فالعقل الواعي يضم الأفكار والمشاعر والإدراك والذكريات، بينما يضم العقل اللاوعي العديد من العمليات المعقدة التي تدخل ضمن نطاق اتخاذ القرار والأحكام التي تعالج خارج نطاق الوعي، إضافة إلى الحدس المبني على الافتراضات والخبرات المتراكمة والمعرفة، فالعمليات اللاوعي، قد تؤثر في سلوك الأفراد على الرغم من أنهم لا يستطيعون تقريرها.
فهو يشبه الجبل الجليدي الذي يطفو فوق الماء؛ إذ يمثل الجزء الواضح من الجبل الجليدي والظاهر للعيان الإدراك الواعي، أما ما لا يمكن رؤيته من السطح والمغمور بالماء فيمثل العقل اللاوعي، والذي يمثل كمية هائلة من الجليد ويشكل الجزء الأكبر؛ إذ يمكن اعتبار الأمور التي يعيها الفرد قمة الجبل فقط أما بقية المعلومات التي لا يدركها الأفراد والتي تؤثر في سلوكهم الحالي فهي واقعة في منطقة اللاوعي.
ولا تمتلك أفكار العقل الباطن يقيناً مقارنة بالأفكار الواعية كما أنها غير مرتبة ترتيباً زمنياً فهي عبارة عن نظام شديد التعقيد يعمل وفقاً لقوانين، ويمثل مستودعاً لغرائز الإنسان ويشبه الضمير إلى حد كبير، فالأفكار التي يعرضها قد تؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية ومن أبرزها الغضب والتحيز والاضطراب النفسي وصعوبة التواصل مع الآخرين.
فهو أداة قوية تتحكم في حياتنا؛ إذ إن (40%) من القرارات التي يتخذها المرء في الحياة ناتجة عن عادات يشكلها في الماضي، و(95 %) من أفكاره وعواطفه ومعتقداته يمكن برمجتها من خلال الاستماع إلى المحفزات الصوتية قبل 30 دقيقة من النوم أوبعد 30 دقيقة من الاستيقاظ، لأن في هذه الأوقات يكون أكثر تقبلا للأشياء، ويمكننا برمجته على الثقة بالنفس بتعزيز واحترام الذات والبحث عن الشخصية المنفتحة والتوقف عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون والحد من العادات السيئة والقضاء على الخوف من المرض والميل إلى المغامرة، ومن تقنياته في كسب الثقة يكون استخدام المحفزات الصوتية والتخلص من الحديث الذاتي السلبي وتجربة التأمل لتقدير الذات بينما يكون من قواعده في تخزين الذكريات والمعلومات؛ حيث يحتفظ بكل شيء أحسسنا به أو رأيناه أو سمعناه أو تذكرناه فهو معقل المشاعر والعواطف ويوجه الميول والرغبات ويتحكم في جميع الأفعال غير الإرادية ويعد سجلاً للعادات سواء الحسنة أوالسيئة ومستودعاً لمهارات الإنسان الحياتية، فلا يُمكن أن نعيد للعقل مكانته في نفوسنا إذا بقينا نسخر من الكلمات الداعية إلى استعمال هذا العقل، فأي شيء يؤمن به عقلك الباطن بصدقه وأصالته سيتقبله ويجلبه عاجلاً أوآجلاً إلى حياتك.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/muwvaedt

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"