حقوق الإنسان

02:13 صباحا
قراءة دقيقتين

كرّم الله الإنسان من المهد إلى اللحد، وخلقه في أحسن تقويم، فالبشر بغضّ النظر عن جنسياتهم وأصلهم العرقي ودياناتهم ولغاتهم وأماكن إقامتهم لهم حقوق في الحياة الكريمة، وتشمل أشياء عديدة لكل فرد منهم وبشكل متساوٍ من دون تمييز أو تحيز، كالحق في الحياة والحرية والتحرّر من العبودية والتعبير عن الرأي والعمل والتعليم وغيرها.

حقوق الإنسان تهتم بالفرد باعتباره إنساناً، فقد نصّ الإعلان العالمي في المادة 15 على أن لكل فرد حق التمتع بجنسية ما، وأنه لا يمكن حرمان أيّ إنسان تعسفاً من الحصول على جنسيته أو إنكار حقه في تغييرها، فهي تخص جميع الناس بغض النظر عن عضويتهم في أي مجتمع؛ حيث تعتبر حقوقاً معنوية، فتمّ وضع المسوّدة الأولية لها 1948، ويتألف الإعلان العالمي من 30 مادة شكلت قانوناً دولياً عرفياً ملزماً، نظراً لاعتماده من العديد من البلدان؛ حيث ينصّ على أنه يحق لأي شخص الحصول على حقوقه الأساسية، وحقه في التحرر من التمييز أوالتعذيب، وحقه في المساواة أمام القانون، والوصول إلى العدالة، والتحرر من الاعتقال التعسفي، والحق في محاكمة عادلة.

وتبرز أهميته كإعلان عالمي وراء اعتماد الكثير من المعاهدات؛ حيث يطبّق بشكل مستمر على المستوى العالمي، ويعتبر بمثابة نموذج لتطبيق مجموعة من معايير حقوق الإنسان الأساسية من الدساتير والتشريعات الوطنية، ويعترف بها على نطاق واسع في ميثاق الأمم.

ومنذ نشأتها تبنت دولة الإمارات مبادئ العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان، مستمدة ذلك من ديننا الحنيف وتراثها الثقافي ودستورها ومنظومتها التشريعية، وتماشياً مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحرصت دولتنا على تأسيس مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات، يعيش فيه الأفراد من جميع أنحاء العالم في وئام تام.

وتمتلك الإمارات سجلاً حافلاً بالإنجازات في ذلك عززته بمبادراتها الرائدة، وتجاربها الملهمة في بناء دولة القانون والمؤسسات، ونشر قيم التسامح والعدالة، وتمكين المرأة وحماية حقوق العمال، فالهيئة الوطنية لحقوق الإنسان جهة قانونية مستقلة في ممارستها، ووفقاً للقانون الاتحادي الذي أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عام 2021 وفقاً لمبادئ المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المعتمدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تبنت الإمارات اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والتمييز ضد المرأة، وحقوق الطفل وأصحاب الهمم.

ستبقى دولتنا منارة عزّ تشع للآخرين ضوءاً ينير لهم معابر مرورهم إلى حياة كريمة مليئة بالأمل وحب الحياة واحترام كرامة الإنسان؛ للمحافظة على كافة حقوقهم ومكتسباتهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5f9ftmcn

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"