مرحلة جديدة لازدهار الإعلام الإماراتي

يعدّ الإعلام واحداً من أهم الصناعات الإبداعية وعنصراً محورياً لقوتها الناعمة والمؤثرة التي تسهم في حفظ الإرث الثقافي والإنساني، وسرد القصص الناجحة ورواية الإنجازات المتحققة ونشرها بين الشعوب. وهذا ما يتطلب من فرق العمل التكامل والتعاون الاستراتيجي ومواصلة تطوير وتحسين المنظومة الإعلامية لمواكبة التغيرات المتسارعة والتطورات التكنولوجية بخطط استباقية ذكية وطموحة تتماشى مع الانفتاح الثقافي، وتعزز من تنافسية دولة الإمارات، وإسهاماتها في المنظومة الاقتصادية.
ونتابع اليوم، وبكل تقدير، جهود المؤسسات الإعلامية الاتحادية والمحلية، والمتمثلة في إطلاق استراتيجياتها لتطوير قطاع الإعلام الوطني. وإصدار حكومة الإمارات قانوناً اتحادياً في شأن تنظيم الإعلام يهدف إلى تنظيم الأنشطة الإعلامية بما يعزز من مكانة الدولة إعلامياً، ويسهم في نمو القطاع، لمرونة تشريعاتها وسياساتها الاستباقية والمبتكرة المواكبة للمتغيرات العالمية، والارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي في الدولة، واحتضان الموهوبين والمبدعين والمساهمة في ازدهار أعمالهم واستثماراتهم، واستقطاب كبرى المؤسسات الإعلامية الدولية لتتخذ من الإمارات مقراً لأعمالها.
ومن أبرز ملامح القانون أن أحكامه تسري على كافة الأشخاص والمنشآت والمؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام والمناطق الإعلامية الحرة التي تمارس الأنشطة الإعلامية داخل الدولة. ويجيز المرسوم بقانون للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين تملك المؤسسات الإعلامية والوسائل الإعلامية وفق ضوابط وشروط محددة. ويلزم المرسوم بقانون كل من يمارس نشاطاً أو مهنة في مجال الإعلام التقيد بمعايير المحتوى الإعلامي في الدولة، ويخضع الأشخاص والمنشآت والمؤسسات الإعلامية المرخصة أو المصرح لها للرقابة والإشراف من قبل السلطة المختصة في الحكومات المحلية. ويتولى مجلس الإمارات للإعلام إصدار التصاريح المتعلقة بعرض الأفلام السينمائية والمصنفات الفنية الأخرى، وإصدار التصاريح للأشخاص الذين يقدمون محتوى إعلانياً أو إعلامياً على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ينظم القانون صلاحيات مجلس الإمارات للإعلام والجهات الحكومية المحلية المعنية بتنظيم شؤون الإعلام. وللمجلس مباشرة أعمال الرقابة والتفتيش على الأشخاص والمنشآت والمؤسسات الإعلامية.
مرحلة جديدة لازدهار صناعة الإعلام الإماراتي تتطلب تأهيل واستقطاب كوادر وطنية متخصصة تستطيع أن تقود مستقبلنا في قطاع الإعلام بطريقة احترافية، وتمكنهم من إبراز الهوية الوطنية والرسائل الاستراتيجية والحضارية، ومواصلة الإنتاج الإعلامي بجودة ومحتوى هادف ورصين يعكس مبادئ الإمارات في احترام التعددية الثقافية والتعايش بتسامح، ويتوافق مع معايير المحتوى الإعلامي، ورواية قصة نجاح الوطن في كل المجالات، ونقلها إلى العالم أجمع.
@Alya_alyassi