قفزة التصنيع الإماراتية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

تمثل الصناعة لأي دولة في العالم رمزاً من رموز التقدم العلمي والتكنولوجي، لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على مدى اهتمامها بالاعتماد على نفسها، وبأن تكون دولة منتجة وغير مستهلكة، فهي تساعدها في استغلال المواد الخام لإنتاج مختلف المواد التي يحتاجها أبناء الوطن سواء من المواد الغذائية أوالعلاجية أوالملابس، وقد تلجأ للتصدير إذا توافر لديها فائض منها، ويقاس تقدم الدول بكمية المواد المصنعة التي تنتجها وتكتفي بها ذاتياً، بالإضافة إلى جودتها وقدرتها على المنافسة العالمية وكلما زادت الكمية أسهم هذا في أن تتسارع عملية التطور وإيجاد العديد من الفرص الاستثمارية، فمن خلالها نجعل المواد الخام أكثر ملائمة لمتطلبات الإنسان وحاجاته، لتزيد قيمتها لتلائم الغرض الذي صنعت من أجله، وإذا ما تحدثنا عنها فإننا لابد من الإشادة بالدول الصناعية المعروفة بقوة صناعاتها.

تتعدد الفوائد التي يوفرها قطاع الصناعة للدولة، فهي تسهم في خلق فرص عمل محلية وتحقيق النمو الاقتصادي، حيث يتم تحسين مستوى المعيشة وتقليل معدلات البطالة والفقر. كما تسهم الصناعة في تحقيق التنمية التكنولوجية والعلمية، إذ تتطلب صناعة التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة توفر البيئة المناسبة للابتكار والبحث والتطوير، وباستثمار الدولة في الصناعة، يمكن تطوير وتحديث البنية التحتية التكنولوجية، وتعزيز قدرات الدولة في الابتكار والتصميم والتطوير التكنولوجي. كما تسهم الصناعة في تعزيز التجارة وتحقيق التوازن التجاري الإيجابي.

وقد اهتمت دولتنا منذ نشأتها بالقطاع الصناعي وتطويره، وكان ذلك واضحاً من خلال المنشآت الضخمة التي أقامتها في المجالات البترولية والبتروكيميائية والكيميائية، وهذا كله قد ساعد في بناء بيئة تحتية واضحة المعالم، حيث حرصت الإمارات على مواكبة التطورات العالمية كافة، في مجال المنافسة بين دول العالم، وكان هذا من خلال التقيد بأعلى معايير الجودة العالمية، وكان نتيجة ذلك أن حازت العديد من المنتجات الإماراتية على جوائز عالمية خولتها للدخول إلى مجال التصدير للخارج.

هناك الكثير من العوامل التي دعمت الصناعات الإماراتية كتأسيس الجوائز منها، جائزة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، التي طبقت أساليب متطورة في الإنتاج واستخدام التقنيات الحديثة التي تعمل على تحسين مستويات الأداء وتأسيس بيئة صناعية سليمة، تقديم الحوافز والتسهيلات لتشجيع المشاريع، وتوفير المرتكزات الأساسية المهمة التي تساعد في النهضة الإماراتية الصناعية المرجوة خلال السنوات القادمة.

وأخيراً نجد أن الصناعة ترفد معيشة المواطن وتجعل منها أكثر رفاهية مما يعني أنها ضرورية كي يكون الوطن قادراً بالاعتماد على نفسه والارتقاء في جميع المجالات العلمية والطبية والاقتصادية، لأنها مرتبطة بها ولا يمكن الاستغناء عنها، ولذلك، فإن الصناعة تعتبر مؤشراً حاسماً لتحقيق التنمية الشاملة والاقتصادية في البلدان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/54vcmavt

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"