متحف دبي المستقبل

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

تتنوع الأماكن التي تكتسب طابعاً مُعيناً من أجل خدمة أهداف وضعت مسبقاً، ولعل المتاحف أحد أبرز هذه الأماكن، وتنتشر مثل هذه المتاحف بكثرة في جميع أنحاء العالم، لأنها تمثل القيمة التاريخية أو الفنية أو العلمية للتراث الوطني أو القومي، لذا يولي القائمون عليها بالغ الاهتمام والعناية بها وبمحتوياتها.

وتعد المتاحف في دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم المراكز التراثية التي تسهم في الحفاظ على هوية المجتمع، إذ تساعد في الحفاظ على المكانة الخاصة بتقاليد المجتمع الإماراتي، وتعزيز أهميتها لدى الأجيال القادمة، وذلك من خلال إبراز أهم العادات والتقاليد التي كانت تمارس في مختلف المناسبات التي ما زالت حاضرة إلى وقتنا الحالي، وتقوم بعرض مجموعة من العناصر التي تهدف إلى عكس الثقافة التي نتمتع بها، مثل التحف والرسومات الفنية والوثائق التّاريخية والأسلحة القديمة والعُملات النقدية ومعدات الملاحة وصيد اللؤلؤ وغيرها من العناصر التاريخية.

ويعد متحف المستقبل واحداً من أشهر المعالم المعمارية، حيث افتتح عام 2022، ويعرض بداخله أحدث التطورات التي من الممكن أن تطرأ على العالم في مجال العلوم والتكنولوجيا في العقود القادمة، ويدمج بين العديد من العناصر في آنٍ واحدٍ، إذ يجمع بين المعارض والمسارح والمعالم السياحية مع توفير رؤية مستقبلية لزواره عن ما يخبئ وراءه الحاضر.

واستخدم في بناء المتحف العديد من التقنيات الهندسية المتطورة وتصميم مميز من القوالب التي تم عملها بواسطة الكمبيوتر، فالتلال الخضراء تعد رمزاً للصلابة والديمومة وجذور المكان والزمان والتاريخ، وتصميم المبنى يعكس القوة والفن الذي تمتلكه البشرية وقدرتنا على التّآلف والانسجام والشغف الفني والإبداعي، والفراغ الذي يتوسط الحلقة الدائرية فترمز إلى الابتكار الذي يظهر ناحية المستقبل غير المكتوبة، والتي ما زالت مجهولة بالنسبة لنا، وهو رمز للمستقبل المفتوح أمامنا ومصدر الإلهام للعديد من المبدعين والمبتكرين.

ويمثل متحف دبي المستقبل معلماً بارزاً في مدينة دبي، وقد حصد شهرة عالمية بفضل تصميمه الفريد من نوعه، وبفضل التقنيات التي تم توظيفها، حيث يعدّ معجزة هندسية، ما يجعله علامة فارقة في مجال الهندسة العمرانية. مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، محفورة على جدار المتحف الخارجي، كمقولة (المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، المستقبل لا ينتظر؛ المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم). ويعدُّ المتحف أيقونة فريدة لا مثيل لها، باعتباره نموذجاً عمرانياً فريداً من نوعه، حيث تم توظيف فضائه الداخلي بأحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري، لتضع في متناول زوار المتحف تجارب غامرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ybp5vvr

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"