عادي
موسيقى الروح

كيان الموشحة

23:25 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
في كتاب «تاريخ آداب العرب» ذكر عن ابن خلدون أنه قال في أصل كيان الفن الموشحي: «أما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فناً سموه بالموشح ينظمونه أسماطاً أسماطاً وأغصاناً أغصاناً... واستظرفه الناس جملة، الخاصة والكافة؛ لسهولة تناوله وقرب طريقه»‏.

هكذا أصبح للموشح كيان جديد مزدهر له جمهوره العظيم، فاكتسب قيمة اجتماعية راقية نظراً لتطوره في الحرف والترنيم، حيث اتسم الأداء بالدقة المتناهية الرفيعة المستوى. وانعكس هذا على الفكر والمعنى والمحتوى، حتى إن الجمهور أبدى انضباطاً واضحاً في حسن الاستماع أثناء العروض التي خصصت لتذوق الموشحات والاستمتاع، بل إن شتى الجماهير استجابت لشروط المنظمين في دخول الحفلات الفنية، فقد التزموا جميعاً بالمعايير المطلوبة بارتداء الملابس الرسمية! ويرجح ذلك لاشتياق الناس إلى مذاق الفخامة في صوت العندليب، بعد سنواتٍ طويلة من المرار والتخريب والتغريب.

مما يستحق الملاحظة عن أهم أسباب بزوغ هذا الكيان المعني بالكلمة العذبة الممزوجة بأعذب الألحان، هو تأثر الشعراء العرب بالأساليب الإسبانية الشعبية المتحررة من القوافي والأوزان، وشعورهم بضرورة التغيير وسأمهم من النظم على وتيرة القصائد القديمة بنفس النغم الرنان، كما أن الموشحات أكثر طواعية ويُسراً في الوصف والتلحين المريح للآذان، لاشتمالها على بعض الألفاظ العامة واختلاجها بالنغم الأخاذ الفتان، كي تولد في النفوس رقة ورقياً وميلاً إلى الدعابة في بعض الأحيان.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56uh8yzh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"