مؤتمر الشارقة الدولي الأول للغة العربية الذي نظمته جامعة الشارقة تحت شعار «آفاق التحوّل الرقمي والاستدامة»، هو ملتقى أفكار وكفاءات وخبرات أكاديمية وبحثية ومعرفية تحمل رسالة أدبية وأخلاقية تجاه العربية، لغة الثقافة، ولغة التعليم، ولغة الآداب، وفي الوقت نفسه تلتقي هذه الرسالة النبيلة مع واقع اللغة العربية في المشروع الثقافي للشارقة، وتتمثل هذه النقطة بالذات في الفنون ومنها المسرح الذي يستقطب الأعمال المكتوبة والمعروضة بالفصحى.
هواجس وأسئلة ورؤى الكفاءات والرموز الجامعية والأكاديمية تجاه اللغة العربية هي معاً متمثلة عملياً في الفعل الثقافي والفني الذي تعمل عليه الشارقة، لا بل إن كل رافد من روافد هذا الفعل المكثّف في مشروع الشارقة الثقافي يؤدي إلى هدف جوهري هو العربية وثقافتها الإبداعية والجمالية والأدبية.
معرض الشارقة الدولي للكتاب هو فضاء وسيع عربي وعالمي العمود الرئيسي فيه هو العربية، والمبادرات التي ولدت من صلب المعرض تتجه أساساً إلى العربية.
اهتمام جامعة الشارقة باللغة العربية قائم وموصول منذ إنشائها وإلى اليوم، ويأتي المؤتمر الأول للغة العربية لكي يعزز الفعل الثقافي للمؤسسات والجهات التي حملت مسؤولية نجاح مشروع الشارقة الثقافي، ومحوره العربية في كل مراحله وانتقال هذه المراحل من عقد زمني إلى آخر، وصولاً إلى الصورة الراهنة العربية والدولية، وعنوانها الأعظم والأجمل دائماً: العربية.
جامعة الشارقة مؤسسة تعليم ومؤسسة ثقافة أيضاً، وفي جهازها الأكاديمي لغويّون محترمون، ومعجميون يحملون تاريخ العربية وتاريخ الحرف والكلمة والجملة الفصيحة.
هذا الصف من الأساتذة في جامعة الشارقة التي نظّمت مؤتمراً تخصصياً ينطوي شعاره على درجة كبيرة من الأهمية الثقافية. وهذا الصف الكريم النبيل من الأساتذة والباحثين واللغويين هو سياج حماية للعربية، كما هو سياج حماية للطلبة الذين يأخذون عن جامعتهم أرفع القيم الأدبية المتصلة باللغة العربية.
بين هؤلاء المعلمين الذين هم ضمائر ثقافية من هو أديب، ومن هو ناقد أدبي وجمالي، ومن هو باحث، ومن هو مؤلف، ومن هو عالم في مجاله وفي تخصصه.. أما القاسم المشترك بين هذه النخب العالمة المثقفة فهو قاسم اللغة العربية.
مؤتمر الشارقة الدولي الأول للغة العربية عنوان جامعي وثقافي ومعرفي يهم بالدرجة الأولى كل من تجري العربية في عروقه وفي ذاكرته وكينونته الإنسانية.
