دارة الشعر العربي في الفجيرة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هذه إضافة حضارية ثقافية جديدة لصورة دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة المركز الثقافي، ودولة «ديوان العرب» وشعرائه المبدعين في الفصحى والنبطي، ففي مطلع فبراير/ شباط الماضي تم إطلاق دارة الشعر العربي في الفجيرة، بتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة. وقبل أيام قليلة شهدت الدارة أمسية شعرية افتتاحية قرأت خلالها الشاعرة أمل السهلاوي (الإمارات)، والشاعرة روضة الحاج (السودان)، وقرأ الشاعر حيدر العبدالله (السعودية)، ويأتي هذا النشاط الأدبي الأول للدارة ليؤكد الاهتمام الجذري والتاريخي للشعر وثقافته واعتباره الحامل الأول للغة العربية، لغتنا التاريخية وبها نكتب ونقرأ، ونفكر.

دارة الشعر العربي في الفجيرة هي ترجمة لأولوية «ديوان العرب» في الثقافة العربية، ومهما قيل من تنظيرات ومصطلحات تريد جعل الشعر في المرتبة الثانية من ثقافتنا، فإنها مقولات بعيدة عن حقيقة هذا الفن الذي تتداخل بلاغته وجمالياته وموسيقاه في جميع الفنون الرفيعة.

إطلاق الدارة في الفجيرة يتكامل مع المؤسسات والفعاليات الشعرية في الدولة، وهي مرة ثانية، احتفائية كبرى بالشعر وبالشعراء في بلدان وطننا العربي، والدارة، أيضاً، احتفائية إماراتية باللغة العربية، كما هي احتفائية موازية بثقافة القراءة في الدولة.

الشعر في الإمارات مكوّن أساسي من مكوّنات هوية المكان العربي المحلي، والشعر جزء أصيل من الثقافة الإماراتية التي تقوم اليوم على عنصرين متلازمين: الحداثة والمعاصرة والعالمية من جانب، ومن جانب آخر، التراث الإماراتي والثقافة الشعبية الإماراتية ذات الأصول الضاربة في عمق تاريخ المكان، وتاريخ الإنسان في الإمارات.

لقد جاء في حيثيات إطلاق دارة الشعر العربي في الفجيرة أنها تهدف إلى إحياء مكانة الشعر العربي كديوان للعرب، وتسليط الضوء على كل الأساليب الشعرية عبر العصور، وهي رؤية واقعية ثقافية تماماً، وتتصل بثقافة الشعر وأساليبه، وسوف نجد أن هذه الرؤية إنما تتحقق على أرض الواقع من خلال البرنامج الذي تضعه الدارة، ومن خلاله يجري استضافة شعراء وشاعرات من الإمارات، ودول الخليج العربي، والوطن العربي، أي أننا أمام أفق شعري متعدد الأساليب والاجتهادات الإبداعية المتجاورة.

الشعر العربي، اليوم، وفي الإمارات بشكل خاص، يشهد عصره الذهبي من حيث المؤسسات المعنية به ومن حيث التكريمات والجوائز الأدبية الذاهبة بكل فرح إلى مستحقيها من شعراء الوطن العربي، ومن حيث ترجمة الشعر، ونشر الدواوين الأولى للشعراء الشباب، ومن حيث توزيع هذه المطبوعات الشعرية، وكل ذلك إكراماً ل«ديوان العرب»، ديوان الثقافة العربية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4j7j6ent

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"