علاقة الشبيبة العربية بالعلوم

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تعتقد أن الشبيبة العربية أخذت المعلوماتية، وفروعها وتطوّراتها، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي والحاسوب الكمّيّ، على محمل الجدّ؟ إن لم نشكّ في ذلك، فلا بدّ من دراسة القضيّة من الأساس. يقيناً، سوف ينبني على التحقيق الدقيق، بناء كل مراحل التربية والتعليم، وكأنّ شيئاً لم يكن، وبراءة التطوير في عينيه.

لا يمكن شرح السؤال والإجابة عنه بموضوعيّة، إلاّ بعد توصيف الحالة التعليمية في ميادين العلوم ذات العلاقة العضوية: الرياضيات والفيزياء. قبل أن يرتدّ إلى الأمّة العربية طرفها الناعس، ستكون فيزياء الكمّ قد غدت من الضرورات التي لا تبيح محظورات النوم الحضاري. من غير المعقول انتظار حشود من نوابغ تلك التخصصات، من دون قفزات عملاقة في المناهج العلمية. ثم لا يجوز توقع الثمار في عقد أو اثنين. منطقياً، لا ينبغي الاتكاء على الأحلام، وتصوّر أن افتتاح معاهد المعلوماتية ونواديها، سيوصل البلدان العربية إلى المرام. الأصل يتمثل في الرياضيات والفيزياء، المعلوماتية تأتي تالياً. للأسف، لم يستوعب العالم العربي بعدُ، أن الفيزياء أهمّ وأعظم علم إيماني، فبها خلق الله تعالى الكون، ومنها جاءت العلوم التي نشأت منها الحياة، الكيمياء والأحياء. لهذا قال أينشتاين: «ثمّة علم واحد هو الفيزياء، الباقي كله تفاصيل».

ليس من دماثة الأخلاق المبالغة في وصف ضعف الحال العربية، من حيث إعداد جيل متمكن من الاستخدام الفائق للحواسيب والشبكة، فلا إلمام له بالعلوم التي تقوم عليها صناعة معالجات البيانات والبطاقات الأم وبطاقات الرسوميات، وأنظمة الشبكة، والخوادم.. مهارات قيادة السيارات شيء، وامتلاك علوم صناعة السيارات شيء آخر.

لا يمكن التقدم في هذا الميدان الحيوي بمعزل عن الأساس المتين، الذي هو تطوير المناهج العلمية. ما أسهل الأمر لو كان يتوقف على إعداد كفاءات عالية في البرمجة الحاسوبية. هذا جيّد ولكن المنطلق التأسيسي السليم هو تخريج حشود من العلماء والباحثين في الرياضيات والفيزياء. الأمثلة الحيّة أمام نواظرنا في الصين والهند. منذ أكثر من عقدين أقرّ الاقتصاديون الأمريكان بأنهم خسروا السباق في الهندسة، وفاز به «التنين» الذي يخرّج كل عام عشرة أضعاف المهندسين المتخرّجين في الولايات المتحدة.

لزوم ما يلزم: النتيجة الإيمانية: يحظى العربي بحافز سماويّ في الفيزياء، فمن صفات المؤمن أنه يتفكر في خلق السماوات والأرض. ما الجدوى إذا لم يكن التفكر بالعلوم؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m4mejr6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"