شعر وقماش وعطش

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
- يقول الشاعر الإيراني نادر نادر بور«أنا هدهد هاربٌ من موطني». وكأنما على طاولة واحدة، يقول ابن بلده الشاعر مهدي إخوان ثابت «هل أعرف أحداً سوى أبي، لكي أتحدّث عن أجدادي» وكأنّهما شاعران في واحد. الأول تحدّث عن الوطن، وتحدث الثاني عن الأجداد، وحين يهرب المرء من بلاده ومن أجداده، يتحوّل إلى شاعر.
***
- عند إخوتنا المصريين مثل شعبي دارج يقول: «قالوا للكذّاب احلف، قال جاك الفرج»، إلاّ في الشعر، فالكذب فضيحة.
***
- كم من الشعراء فضحتهم قصائدهم ومواقفهم، كما فضحتهم الشعوب التي كانوا يكذبون عليها، ففي قاع الإنسان دائماً هناك ما يشبه النافورة التي تدفع إلى الأعلى.. كل ما في داخله مركبات المرض النفسي الأصفر، والأكثر اصفراراً دائماً هو.. الكذب.
***
- وضع البروفيسور ستيفن فاينمِنْ كتاباً صغيراً عن «الانتقام»، وفيه قصة عن القتال أو الثأر بسبب حمار، وفي مكان آخر قصة أخرى عن امرأة كانت سبباً في الثأر، وفي الكتاب فكرة سريعة حول ما سمّاه «النرجسي الخبيث»، والكتاب الذي يقع في 140 صفحة فقط من القطع المتوسط، هو مرايا متقابلة تعكس قيعان البشر في ذروتهم تحوّلهم إلى قتلة، حين تنبثق من تلك القيعان أبخرة العنف والشهوات المريضة.
***
- الشتاء فصل الأناقة، ثمة معاطف سوداء طويلة ممتدة من الأعلى إلى الأسفل بطول قامات الرجال، وثمة فراء أسود ناعم حول أعناق النساء، وفي الموقد كستناء تتوجّع فوق الجمر، والمطر في الخارج دموع رمادية صافية تتساقط من الغيم.
***
- يحب الشعراء القماش أكثر مما يُحبّه الخياطون والصبّاغون، وعلى نحو، ففي كل شاعر خياط أو صبّاغ.
- وضعت الباحثة تيري ساتسكوي ميلهاويبت كتاباً مصوّراً جميلاً عن «(الكيمونو»، الزيّ الوطني للمرأة اليابانية، وهو كتاب قماش، أكثر مما هو كتاب موضة أو أزياء، وهو كتاب علاقات دولية أيضاً حين كان القماش في اليابان يُهدى للملـــوك والدبلومـــاسيين، وكذلك الشاي.
***
- الكتابة إشباع، لكنها لا تصل حدّ الاكتفاء. دائماً هناك جوع، دائماً هناك عطش.
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtph6wyj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"