عادي
واشنطن تحمّل «الانتقالي» المسؤولية.. ولندن تدعو لمحاسبة الجناة

السودان: «قاتل مجهول» وراء مجزرة الاعتصام

04:52 صباحا
قراءة 3 دقائق

الخرطوم :عماد حسن، وكالات:

خيمت حالة من الخزن والاحتقان أمس الثلاثاء في العاصمة السودانية الخرطوم بعد الأحداث الدامية التي شهدها موقع الاعتصام يوم أمس الأول الاثنين وأدت الى مقتل 6 معتصمين بينهم ضابط من الجيش من قبل قوى عسكرية مجهولة ،و حددت قوى إعلان الحرية والتغيير، اليوم الأربعاء، آخر موعد لنقل السلطة من «المجلس العسكري الانتقالي » إلى المدنيين، محذرة من وقوع البلاد في آتون الفوضى، فيما ألقت الولايات المتحدة باللوم على المجلس، في أحداث ليلة الاثنين، حسب ما قالت السفارة الأمريكية بالخرطوم في بيان، أمس.
وقالت قوى التغيير التي استأنفت المفاوضات، أمس، مع المجلس العسكري، إن اليوم، هو آخر موعد للاتفاق على نقل السلطة للمدنيين، والشروع في تنفيذ الاتفاق، وإلا فإن البلاد ستقع في فوضى.
وفيما اتهم رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، جهات وصفها ب«المندسة» بتنفيذ هذا الاعتداء، طالبت قوى اعلان الحرية والتغيير، المجلس العسكري بالكشف عن الجهة التي ارتكبت هجمات الاثنين.
وقالت قوى التغيير : إن من مسؤوليات المجلس العسكري الانتقالي الكشف عن «الجهة الثالثة»، التي ارتكبت الهجمات، التي استهدفت المعتصمين. لافتة إلى أن «كل من يسعى لفض الاعتصام بالرصاص فإن مآله الفشل».
وأكدت،ان عبارة «مندسين»، التي كان يستخدمها النظام البائد في التستر علي متسببي أفعال البطش والقتل، لا تقنعهم الآن، وقال محمد ناجي الأصم القيادي في قوى التغيير، نطلب من المجلس العسكري بحسبانه الحاكم الفعلي للسودان والخرطوم، الكشف عن ملابسات حادثة الاثنين، ومعرفة الذين استخدموا سيارات وملابس قوات الدعم السريع لضرب ودهس الثوار.

وكان 6 قتلى على الأقل سقطوا في مواجهات أمس الأول الاثنين، كما أصيب آخرون بجراح متفاوتة، وقال الأصم: إن الجرحى يبلغ عددهم 72 جريحاً من الثوار، وتوقع الإعلان عن وفاة أي من الحالات الخطرة التي يجري علاجها، وأشار إلى 12 جريحاً من قوات الجيش. وطالبت قوى التغيير المجلس العسكري بسحب قواته من محيط الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم ، لافتة إلى أنها ستواصل «التصعيد عبر الآليات السلمية والجماهيرية».
من جانبها، ألقت الولايات المتحدة باللوم على المجلس العسكري الانتقالي، في أحداث العنف الدامية التي وقعت الاثنين، حسب ما قالت السفارة الأمريكية بالخرطوم في بيان، أمس.
وقال البيان: الهجمات المأساوية، أمس الأول، على المتظاهرين، والتي أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وجرح مئة أو أكثر، من الواضح أنها كانت نتيجة لمحاولة المجلس العسكري فرض إرادته على المتظاهرين بمحاولته إزالة المتاريس.
ووصفت السفارة استخدام الغاز المسيل للدموع بغير الضروري، وبأنها أعمال عنف لم يستطع المجلس العسكري السيطرة عليها. ودعت السفارة المجلس العسكري وقوى التغيير إلى ألا تمنعهم أحداث الاثنين من البناء على التقدم الذي تم إحرازه؛ لإتمام المفاوضات بسرعة لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
وأعربت عن تعاطفها مع أسر الضحايا، والذين يطالبون بمحاسبة كاملة عما حدث لأسرهم.
وفي ذات السياق، طالبت بريطانيا على لسان سفيرها بالخرطوم، المجلس العسكري بسرعة محاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين المعتصمين مساء الاثنين.
وعبّر السفير البريطاني لدى السودان عرفان صدّيق عن حالة الهلع التي تعتريه؛ جرّاء القتلى والمصابين في شوارع الخرطوم الليلة قبل الماضية، مؤكداً أنّ الثورة بُنيت على أساس الدعوة إلى السلام، وأنه لا مكان للعنف في السودان الجديد.
وشدّد صدّيق في تغريدة له على «تويتر» على ضرورة أن يتحرك المجلس العسكري بسرعة؛ ليحاسب المتورطين في هذه الواقعة، وليمنع أي حادثة عنف لاحقة.
وأضاف: «يُظهر العنف في الليلة قبل الماضية أهمية الوصول إلى انتقال للسلطة بقيادة مدنية. إنّ الالتباس الحالي قد يؤدي إلى عدم وجود استقرار لاحقاً».
وحثّ السفير البريطاني «جميع الأطراف إلى تكثيف الجهود بروح المساومة والمشاركة في سبيل الوصول إلى اتفاق بأسرع وقت ممكن».
وكانت معركة شرسة دارت في شارع النيل بين قوتين أمنيتين جرى فيها تبادل إطلاق النار بكثافة، بينما صوبت ميليشيات يرجح أنها من الدعم السريع نيرانها تجاه عشرات الثوار، وحاولت إزالة الحواجز؛ لكنهم تصدوا لها برغم الرصاص، ما أوقع إصابات عديدة، وأكد شهود عيان أن قوات من الدعم السريع طاردت العشرات في شارع الجمهورية وما حوله وأوسعتهم ضرباً بالهراوات والسياط، كما أطلقت عبوات كثيفة من الغاز أوقعت حالات اختناق عديدة.
على صعيد أخر، أعلنت قوات الدعم السريع أن ما جرى في ساحة الاعتصام، تقف خلفه جهات و«مجموعات تتربص بالثورة، معلنة أنها ظلت منذ انطلاق» الثورة المجيدة حريصة كل الحرص على أمن وسلامة المواطنين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"